عنوان الفتوى : هل يتزوج ابنة عمه سراً ؟
أنا شاب في العشرين من العمر ، وقد جاءت ابنة عمي منذ مدة للعيش في بيتنا، والمشكلة أنها لا ترتدي الحجاب ، وفي بعض الأحيان نبقى في البيت بمفردنا فتدعوني إلى الرذيلة لكنني أرفض ، وقد عرضتُ عليها الزواج فقالت : إن أباها لن يوافق إلا بعد الانتهاء من الدراسة ، والتي ستمتد لخمس سنوات ، وأخشى خلال هذه المدة أن أقع في شراكها، فهل يمكننا الزواج سراً ودون علم أبيها ؟
الحمد لله
وجود ابنة عمك معك في البيت وهي متبرجة تنظر إليها وتختلي بها أمر محرم لا يجوز ،
والشرع حينما حرم على المرأة أن تبدي زينتها وتخلع حجابها وحرم عليها أن تخلو برجل
أجنبي عنها إنما حرم ذلك حتى لا يتطور الأمر إلى ما هو أعظم ، كما يبدو من سؤالك .
فالواجب عليك أن تتقي الله ربك ، وأن تأخذ بأسباب السلامة والبعد عن المعصية , فإما
أن تخرج هذه الفتاة إلى سكن آخر تسكن فيه ، وليكن قريبا منكم حتى يطمئن والدك عليها
باستمرار.
وأما أن تتزوجها ، ولكن زواجا صحيحا بإذن وليها ، وكون والدها يرفض الزواج قبل
إكمال دراستها ، فإنك لم تسمع ذلك منه مباشرة ، فينبغي أن تتقدم لها ، فذلك خير –
بلا شك-مما أنتما فيه الآن ، أسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد .
أما ما تسأل عنه من الزواج
منها سرا : فهذا لا يجوز ، لما يلي:
أولا :
أن الولي شرط من شروط صحة النكاح كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (7989)
, فزواجك منها دون علم وليها يجعل عقد النكاح فاسدا .
ثانيا:
أن النكاح لا بد له من شهود أو إعلان , وأنت تريده نكاح سر لا يطلع عليه أحد ,
ونكاح السر الذي يخلو من إشهاد أو إعلان نكاح فاسد أيضا , قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله :"وأما ( نكاح السر ) الذي يتواصون بكتمانه ، ولا يشهدون عليه
أحداً : فهو باطل عند عامة العلماء ، وهو من جنس السفاح ، قال الله تعالى :
(وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ
مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ) النساء/24 ) " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 33 /
158 ) ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (111797).
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري |
---|
هل يتزوج ابنة عمه سراً ؟ |
هل يتزوج ابنة عمه سراً ؟ |