عنوان الفتوى : خطر التبرج الماحق، ومدى مسؤولية الأم عن بناتها
ما حكم الإسلام في التبرج تحت زعم مجاراة العصر وتغيراته؟ وهل الأم مسؤولة عن تبرج بناتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الجواب عن حكم التبرج، وما يترتب عليه من مفاسد، وذلك في الفتوى رقم: 3350. فلتراجع.
وأما دعوى مجاراة العصر بهذا التبرج، فهي دعوى عليلة، وهل جرَّ التبرج إلى أهله الراحة والأمان، أو السعادة والاطمئنان؟!! بل جاء إليهم بالويلات والمصائب والهلاك والدمار! فالواقع خير شاهد ومصدق على أن البشرية لم تلق منه إلا الفساد، من الاغتصاب، واختلاط الأنساب، ودمار البيوت، وشيوع الفاحشة، وانتشار الأمراض الفتاكة.
ولا شك في أن الأم عليها نوع مسؤولية على أولادها، مع مسؤولية الأب أيضاً، بل على الأم المعول في حسن التربية والتوجيه خاصة فيما يتعلق بالبنات، لأنهن بها يقتدين، وعلى نهجها يمشين، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول: كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍٍ وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها.
ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح 13/113 عن الخطابي أنه قال: ورعاية المرأة تدبير أمر البيت، والأولاد، والخدم، والنصيحة للزوج في كل ذلك. انتهى
فلتحرص الأم على مراعاة هذه الأمانة، لاسيما مع انشغال الزوج بالسعي في الكسب، وطلب العيش، ولتعلم أن في قيامها بذلك الأجر العظيم من الرب الكريم سبحانه وتعالى.
والله أعلم.