عنوان الفتوى : حكم تجديد عقد زواج الزانيين قبل التوبة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

عندي سؤال أرجوكم، أرجوكم أجيبوني؛ لأني خائفة جدا من عقاب الله. أنا وخطيبي كنا دائما نخرج مع بعض(علما بأننا لم نكن ندري أن وقت الخطوبة لا تجوز فيه الخلوة ) حتى أغوانا الشيطان وارتكبنا الذنب العظيم وهو: الجماع في الدبر عدة مرات( وليس في الفرج) وقد تبنا، ونسأل الله أن يتقبل توبتنا، ولكن رجعنا إلى نفس العمل قبل عقد القران، ولم تتأكد توبتنا في آخر مرة. والآن أنا في حالة صعبة جدا ونفسيتي متعبة، وأفكر في هذا الشيء؛ لأني نادمة جدا، وأدعو الله أن يغفر لي أنا وزوجي، ولم نكن نعرف أن العقد لا يصح إلا بعد التوبة، وأنا وهو لم نتأكد من توبتنا في آخر مرة، والآن في حالة خوف ووسواس أن عقدنا لا يصح، ويجب التجديد. والمشكلة أننا نخاف الفضيحة، سوف نفضح إذا قلنا لأهالينا يجب تجديد العقد؛ لأنه سوف تجري الشكوك من الطرفين، فلا نريد ذلك، وأنا أحبه جدا، وهو يحبني جدا، ولا أستطيع تركه. هل يجوز أن أكمل حياتي معه بدون تجديد العقد؟؟ وماذا ستكون حالنا أمام الله؟ زواجنا باطل أم ماذا؟؟ وهل الزنا يحتسب فقط في الفرج؛ لأن في ذلك استبراء والخ.. أم يحتسب حتى في الدبر؟ وما وضع حالتنا؟ لا نريد أن نفضح أنفسنا ونريد الستر، ولا أعتقد أن أهالينا سيوافقون على تجديد العقد إلا عند معرفة السبب، وليس هنالك سبب قوي حتى يوافقوا، وحتى لو كان هناك سبب فلن يوافقوا على التجديد؛ لأن أهالينا متعصبون، لن يقبلوا بهذا بعد أن تم عقد القران. أنا خائفة على نفسي وزوجي من الله. هل سنفضح أمام الملأ يوم القيامة، والله إننا نادمون ندما شديدا، وخائفون. ماذا نفعل؟؟ ساعدونا أبقاكم الله.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالوطء في الدبر محرم، وكبيرة من الكبائر، بل هو زنا يوجب الحد عند كثير من أهل العلم.

  قال الخرقي (رحمه الله) : والزاني من أتى بفاحشة من قبل أو دبر. مختصر الخرقي.

 وقد سبق أن بينا عدم جواز تزوج الزاني بمن زنا بها إلا بعد التوبة، لكن هذا الحكم محل خلاف بين أهل العلم، وعليه فلا مانع من العمل بقول من يصحح هذا الزواج، ولا سيما إذا كان في تجديد العقد مفسدة؛ وانظري الفتوى رقم: 199913.

واعلمي أن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب.

والله أعلم.