عنوان الفتوى : بذل الأسباب مع التفويض لا يقدح في الإيمان بالقدر
ما حكم القول: "ارسم مسار حياتك بنفسك"، أليس في ذلك تجاهل للمشيئة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العبارة التي وردت في السؤال لا تعارض الإيمان بمشيئة الله وقدره، إذ أن الذي يظهر أن المراد بها: اتخاذ الأسباب، بأن يتخذ الإنسان أحسن السبل وأفضل الطرق التي توصله إلى تحقيق أهدافه وغاياته فيما فيه قوام حياته على أكمل وجه.
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احرص على ما ينفعك واستعن بالله. فقد جمع الحديث بين بذل الأسباب وتفويض الأمر إلى الله تعالى.
كما أنه من المعلوم أن الله تعالى قد أثبت للعبد مشيئة فقال:لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ [التكوير:28].
وعلى المسلم أن يعتقد أنه لا يقع شيء إلا بإرادة الله ومشيئته، لذلك أتبع هذه الآية بقوله:وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:29].
والله أعلم.