عنوان الفتوى : كيفية التخلص من الأوراق التي بها ذكر الله أو أسماء الأنبياء، وحكم التحري قبل التخلص من أي ورقة؟
قرأت فتواكم عن الأوراق التي بها ذكر الله عز وجل، أو أسماء الأنبياء، وأن الواجب إحراقها، أو إغراقها في الماء، ثم دفنها، وهذا هو الإشكال عندي، فأين يتم دفنها؟ هل في الطريق؟ وكيف لي – كفتاة - أن أفعل هذا؟ وماذا أفعل بالجرائد؟ وهل أسماء الأشخاص التي على أسماء الأنبياء لها نفس الحرمة؟ وإذا أردت التخلص من ورقة أو إعلان، فهل يجب عليّ التأكد من خلوها من هذا أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في فتاوى عديدة أن ما كان مكتوبًا فيه آية، أو حديث، أو اسم من أسماء الله تعالى، أو أسماء رسله، أو ملائكته أنه ينبغي أن يجعل في مكان يصونه عن الإهانة، أو يتخلص منه بحرقه، أو بإعدامه بالماكينة العادمة المعروفة الآن بحيث تذهب معه ماهية الكلمات والحروف، أو بدفنه في أماكن طاهرة ونظيفة بعيدة عن ممر الناس وطرقاتهم، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: ما تمزق من المصاحف والكتب والأوراق التي بها آيات من القرآن يدفن بمكان طيب، بعيد عن ممر الناس وعن مرامي القاذورات، أو يحرق، صيانة له، ومحافظة عليه من الامتهان؛ لفعل عثمان - رضي الله عنه -. انتهى.
فإذا لم تستطيعي أن تتخلصي منها بأحد هذه الطرق، فاحفظيها حتى تتمكني من ذلك، أو من دفعها إلى من يقوم بذلك عنك.
وأما أسماء الأشخاص الذين تسموا بأسماء الأنبياء: فلا تأخذ حرمة أسماء الأنبياء الدالة عليهم، فقد جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: مِثْلُ إلْقَاءِ الْقُرْآنِ فِي كَوْنِهِ رِدَّةً إلْقَاءُ أَسْمَاءِ اللَّهِ ... إلَخْ، وَأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ إذَا كَانَ ذَلِكَ بِقَصْدِ التَّحْقِيرِ وَالِاسْتِخْفَافِ بِهَا بِأَنْ يُلْقِيَهَا مِنْ حَيْثُ كَوْنُهَا اسْمُ نَبِيٍّ، لَا مُطْلَقًا، وَقَوْلُهُ: وَأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ أَيْ: الْمَقْرُونَةِ بِمَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مِثْلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَا مُطْلَقًا. انتهى.
وأما ما أردت التخلص منه من الأوراق والتي ربما تحتوي على اسم الله، أو القرآن، أو غير ذلك مما يجب احترامه ويحرم امتهانه: فإن ذلك يرجع إلى غلبة الظن، فما غلب على ظنك وجود ما يجب احترامه فيه وجب التأكد من خلوه قبل رميه، وأما ما لا يغلب على ظنك وجوده فيه، فلا حرج عليك في تركه, ولا يجب عليك تتبعه إن كان في ذلك مشقة، فقد قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}. وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 68289، ورقم: 50107.
والله أعلم.