عنوان الفتوى : حكم ترك الاستفادة من الأجهزة الحديثة لمن لا يأمن على نفسه الفتنة من استعمالها
ابتلينا في هذا الزمن بهذه التقنية الحديثة التي تيسر للمرء الوصول إلى ما يريد من الخير والشر، وإنني واحد من ألوف الشباب المسلم الذين عاشوا هذه التقنية بجانبيها المفيد والضار، فوجدت أن نفعها بالنسبة لي شخصيًا - وإن كان جليلًا - ضئيل بالنسبة إلى ضررها, وقد حاولت مرات عديدة وكثيرة أن أحصر استخدامي لهذه التقنية في الجانب المفيد, ولكن دون جدوى، حتى قررت مؤخرًا أن أكف عن استخدامها نهائيًا؛ لما عشته من تجربتي المرة التي أخشى على ديني ودنياي منها إن استمرت, والتقنية المقصودة في
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من علامة إيمان المرء وصدق ديانته ابتعاده عن كل ما يؤثر سلبًا على علاقته بربه، ومن كان يرى أن وسائل الاتصال الحديثة تقصيه عن الحق ولا تدنيه إليه، وكان لا يقدر على الانتفاع بها - لضعفه - إلا بسوء يناله منها, فتركها لذلك فهو غير ملوم, فهذه الوسائل ليست من الأمور المتعينة التي يذم تاركها، لكن الأولى والأكمل أن يستعين المرء بهذه الوسائل فيما ينفعه في آخرته ودنياه مع التجافي عن مساوئها، انطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك. أخرجه مسلم.
والله أعلم.