عنوان الفتوى : حكم قضم الأظافر أثناء الصلاة
ما حكم قضم الأظافر أثناء الصلاة؟ مستدلا بأحاديث على ذلك، وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن قضم الأظافر أثناء الصلاة من قبيل العبث فيها، وهو مكروه، جاء في المغني لابن قدامة: ويكره العبث كله، وما يشغل عن الصلاة ويذهب بخشوعها، وقد روي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يعبث في الصلاة، فقال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ـ ولا نعلم بين أهل العلم في كراهة هذا كله اختلافا. انتهى.
وفي مطالب أولي النهى ـ وهو حنبلي ـ أثتاء الحديث عن مكروهات الصلاة: وَيُكْرَهُ فِيهَا إخْرَاجُ لِسَانٍ، لِأَنَّهُ عَبَثٌ، وَيُكْرَهُ فِيهَا فَتْحُ فَمِ، وَوَضْعُ شَيْءٍ فِيهِ، لِأَنَّهُ يُذْهِبُ الْخُشُوعَ وَيَمْنَعُ إكْمَالَ الْحُرُوفِ. انتهى.
هذا إذا كان قضم الأظافر يسيرا في عرف الناس, فإن كان كثيرا بحسب ما تعارف عليه الناس، فهو مبطل للصلاة, لدخوله في ضابط الفعل الكثير، جاء في المجموع للنووي:أن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيرا أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلا لم يبطلها بلا خلاف، هذا هو الضابط. اهـ
ثم قال عن الصحيح في ضابط الفعل الكثير المبطل للصلاة: الرابع وهو الصحيح المشهور، وبه قطع المصنف والجمهور: أن الرجوع فيه إلى العادة، فلا يضر ما يعده الناس قليلا كالإشارة برد السلام، وخلع النعل، ورفع العمامة، ووضعها ولبس ثوب خفيف ونزعه، وحمل صغير ووضعه، ودفع مار، ودلك البصاق في ثوبه، وأشباه هذا. انتهى.
ولم نقف على حديث مشتمل على التصريح بقضم الأظافر أثناء الصلاة، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 115468، حكم قضم الأظافر عموما فراجعها إن شئت.
والله أعلم.