عنوان الفتوى : حكم دعاء الأم على ابنتها لتمسكها بدينها
أمي تلعنني، وتكرهني لأني أريد الثبات !!! أمي صعبة، متسلطة، تلعنني، وتكرهني لأني أريد الثبات على ديني, إن أخبرتها بأحكام الشرع مثلا في الحجاب في عدم الخضوع بالقول للرجال الأجانب، تدعو علي بشر. في أغلب الأحيان أنهار نفسيا، وأتمني الموت بذلك الدعاء: اللهم توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. صارحتها بنية لبس النقاب، فنهرتني متوعدة إياي بحرماني من كل ضروريات الحياة، فتراجعت عن قراري؛ لأني لا أملك مورد رزق، ووالداي مطلقان, لا عائل لي إلا أمي، والجامعة التي أدرس بها تمنع منعا باتا لبس النقاب. مشكلتي تتمثل في: هل دعاء الأم دائما مستجاب, أخشى أن تكون عباداتي وطاعاتي في كيس مثقوب وأنا لا أدري!!!جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمك بهذه الحال، فهي على خطر عظيم، وهي ظالمة لك، ومسيئة إليك، لكن مع ذلك فإن لها حقا عليك، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك؛ وانظري الفتويين: 101410، 68850. فما بالك بغيرهما.
فصاحبيها بالمعروف، واصبري عليها، وأطيعيها في المعروف، وتمسكي بدينك، واثبتي على الحق قدر استطاعتك، واستعيني بالله عز وجل، وأكثري من دعائه؛ فإنه قريب مجيب.
وإذا قمت بما يجب عليك تجاه أمك، فلا يضرك بعد ذلك دعاؤها عليك –إن شاء الله-
قال ابن علان: (ودعوة الوالد على والده) أي إذا ظلمه ولو بعقوقه. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين.
وقال المناوي: وما ذكر في الوالد، محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق. التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوي - وانظري الفتوى رقم: 65339.
وأبشري بخير عظيم، وأجر كبير –بإذن الله- قال تعالى : " "..إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.