عنوان الفتوى : حكم مشاهدة الألعاب التي فيها صور ذوات الأرواح
هل يجوز اللعب بألعاب كرة القدم بالحاسوب؟ وما هي الألعاب الجائزة؟ وهل يجوز تنزيل لعبة الفيفا – مثلًا - مجانًا من بعض المواقع، مع أن موقع الشركة المالكة للعبة يعرضها مقابل مال؟ وهل تعد صور اللاعبين من تجسيد ذوات الأرواح؟ وهل تجوز مشاهدة مباريات كرة القدم في أي دوري؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المفتى به عندنا جواز اللعب بالألعاب الإلكترونية إن كانت خالية من المحاذير الشرعية؛ وذلك بألا تشغل عن ذكر الله والصلاة، وألا يكون فيها قمار، ولا يكون فيها موسيقى، أو صور نساء عاريات، وألا تفضي إلى العداوة والبغضاء بين من يلعب بها، كما سبق بيان ذلك في الفتويين: 8393 - 9168.
ورسم صور ذوات الأرواح محرم؛ للأدلة التي ذكرناها في الفتوى رقم: 14116.
لكن مشاهدة الألعاب التي فيها رسوم لصور ذوات الأرواح لا تدخل في الوعيد الوارد في حق المصورين؛ لأن من يشاهدها ليس بمصور لها، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: لا يحرم النظر إلى الصورة المحرمة من حيث هي صور عند الحنابلة، ونقل ابن قدامة أن النصارى صنعوا لعمر - رضي الله عنه - حين قدم الشام طعامًا فدعوه، فقال: أين هو؟ قال: في الكنيسة, فأبى أن يذهب، وقال لعلي - رضي الله عنه -: امض بالناس فليتغدوا، فذهب علي - رضي الله عنه - بالناس فدخل الكنيسة، وتغدى هو والناس، وجعل علي ينظر إلى الصور، وقال: ما على أمير المؤمنين لو دخل فأكل. اهـ. وانظر الفتوى رقم: 104218.
ولا يجوز تنزيل الألعاب التي يمنع أصحابها من تنزيلها دون شراء للنسخة الأصلية؛ لأن حقوق التأليف ونحوها من الحقوق الأدبية مملوكة لأصحابها، فلا يجوز التعدي عليها، وهذ الذي صدر به قرار مجمع الفقه الإسلامي, وراجع الفتويين: 6080 134579.
وتجوز مشاهدة مباريات كرة القدم بالشروط المبينة في الفتوى رقم: 453.
والله أعلم.