عنوان الفتوى : النظرة الشرعية في التهنئة بالعام الجديد
تتداول هذه الأيام رسائل تتكلم عن 2013 مثل: (كل من يسكن قلبي لعام 2013) وغيرها الكثير, فهل يعتبر هذا احتفالًا مع النصارى؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نفهم مضمون هذه الرسائل التي ذكرت, لكن الظاهر أنها من قبيل التهنئة، وإذا كانت كذلك فلا تنبغي التهنئة بالعام الميلادي؛ لأنه ليس عامًا شرعيًا, وقد سئل الشيخ ابن عثيمين: ما حكم التهنئة لبداية السنة, بما يفعله الناس؛ كأن يقول أحدهم للآخر: كل عام وأنتم بخير, ونحو ذلك؟ فأجاب: التهنئة برأس العام الجديد ليست معروفة عند السلف؛ ولهذا تركها أولى, لكن لو أن الإنسان هنأ الإنسان بناءً على أنه في العام الذي مضى أفناه في طاعة الله عز وجل فيهنئه لطول عمره في طاعة الله فهذا لا بأس به؛ لأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله, لكن هذه التهنئة إنما تكون على رأس العام الهجري, أما رأس العام الميلادي فإنه لا يجوز التهنئة به؛ لأنه ليس عامًا شرعيًا, بل إن هنئ به الكفار على أعيادهم، فهذا يكون الإنسان فيه على خطر عظيم أن يهنئهم بأعياد الكفر, لأن التهنئة بأعياد الكفر رضا بها وزيادة, والرضا بالأعياد الكفرية ربما يخرج الإنسان من دائرة الإسلام, كما ذكر ذلك ابن القيم - رحمه الله - في كتابه أحكام أهل الذمة. وخلاصة القول: أن التهنئة برأس العام الهجري تركها أولى بلا شك؛ لأنها ليست من عهد السلف, وإن فعلها الإنسان فلا يُؤَثم, وأما التهنئة برأس العام الميلادي فلا.
وحري بالتنبيه: أن التهنئة - فيما تشرع فيه - ينبغي أن تكون بالمباركة, والدعاء من المسلم لأخيه المسلم فيما يسره ويرضيه، ونحو ذلك مما يحيي روح التلاحم والتآخي بين أبناء هذا الدين.
والله أعلم.