عنوان الفتوى : الشيخ مقبل الوادعي..نشأته..طلبه للعلم ومدرسته
الإخوة الأفاضل:نأمل منكم إعطاءنا نبذة عن حياة الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي. وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- أحد علماء الحديث الذين اشتهر ذكرهم في عصرنا هذا، وقد ولد الشيخ رحمه الله في قرية من قرى محافظة صعدة في شمال اليمن ونشأ بها، وحبب الله إلى الشيخ مقبل طلب العلم من وقت مبكر، فطلب العلم لدى علماء بلده صعدة - وكانوا من الزيدية - فدرس عليهم علوم النحو واللغة، ثم انتقل إلى نجران ومكث فيها يواصل الطلب على بعض علمائها، وكانوا من طائفة المكارمة.
ثم رحل بعد ذلك إلى مكة، وهناك حببت إليه السنة وعلومها، ودرس على علماء الحرم، والتحق بدار الحديث، ثم انتقل إلى المدينة، ودرس على علمائها، والتحق بالجامعة الإسلامية، ونال منها درجة الماجستير في علوم الحديث، وكانت الرسالة التي قدمها لنيل هذه الشهادة هي دراسة وتحقيق كتاب: الإلزامات والتتبع للدارقطني.
ثم رجع الشيخ إلى اليمن فعاد إلى قريته، فبدأ يدعو إلى السنة ويعلمها الناس، ولقي في ذلك ما لقي من الأذى، وصبر حتى ذاع صيته وعرفه الناس، ورحل إليه طلاب العلم من داخل اليمن وخارجها، وتأسست مدرسة الحديث في تلك القرية، وسميت بعد ذلك بدار الحديث بدماج، ودماج اسم الوادي الذي فيه قرية الشيخ رحمه الله.
وانتفع الناس بدعوة الشيخ إلى السنة، فانكسرت شوكة المبتدعة في تلك الديار، وتخرج على يد الشيخ العديد من طلبة العلم الذين نفع الله بهم، ولكن مع كبير النفع الذي قدمته هذه المدرسة بقيت عليها مآخذ وملاحظات من حيث اهتمامها بجانب علمي واحد وهو دراسة الحديث سنداً، وإغفالها لدراسة متنه وما يتعلق به من الأحكام، كما أن مدرسة الشيخ رحمه الله مع اهتمامها بعلوم اللغة العربية كالنحو والصرف فرطت في دراسة الفقه والأصول، فلم تول كتب الفقه والأصول أي عناية أو اهتمام، مما أدى بكثير من خريجي هذه المدرسة إلى سلوك مسلك سطحي في التعامل مع النصوص وظاهرية غير مرضية.
وعلى كلٍّ فهناك كتب ترجمت للشيخ مقبل رحمه الله، وكتبت عن مدرسته وآثارها الحميدة، ودونت ما عليها من مآخذ وملاحظات فيحسن الرجوع إليها، ومنها كتاب : الشيخ مقبل الوادعي آراؤه العلمية والدعوية دراسة ونقد- للشيخ محمد العامري البيضان حفظه الله.
والله أعلم.