عنوان الفتوى : يكفيك التوبة والحذر من العود إلى عملك السيء
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فإنني لا أكتب لمفتي السعودية فقط، ولكن أكتب لكل المسلمين الصادقين والمذنبين، وأنا من المذنبين، ووقعت في أكبر معصية تدنسُ الشرف، وتخزي الجبين، وقد جربت الأمرين في الدنيا، فلا أريد أن تدور عليّ الدوائر في الآخرة. شيخنا الموقر: لقد وقعت في كبيرة اللواط، ومن يومها قلبي يتأجج نارًا، لا تتركني كلمة التوبة، فكلمة التوبة معناها كبير، وعندي لا يخلصني إلا إقامة الحد والضرب بالسيف؛ لترتاح تلك الروح الدنسة المعذبة؛ تحقيقًا واقتداءً بالصحابية التي أقام عليها الرسول ﷺ الحد. لا أريد أن أدخل في أمور السفسطة التي ليس لها معنى، ولكن أتجه إلى القلب الرحيم أبًا للمسلمين على وجه الأرض الآن، أن تسمح لي بإدخالي إلى السعودية ولو مكبلًا، وإقامة الحد عليّ. لقد بعثت لأحد المشايخ، وقال لي: تب إلى الله، ولا تيأس من رحمة الله، وأنا لست يائسًا من رحمة الله قدر ما أنا متخاذل من الوقوف بين يدي الله في هذه المعصية بالذات. وعملت عمرة منذ سنة، وقابلت مفتي الحرم، وقال لي: من تاب، تاب الله عليه.. إنني تائب، ويختلجني في الباطن قاذورات، لا آمن أن أقابل الله بها. أرجوك يا شيخنا: إنني أريد أن أجود بروحي إلى الله؛ عسى أن ينظر لي يوم القيامة راضيًا عني، وثقتي بالله كبيرة. كما أن أهلي من صوالح الناس، وأنا خزيتهم، وإن كان هذا الأمر لا يهم بجوار عفو ورضى الله. أرجو أن لا تردني؛ فإنني بين نارين، وأنا أمانة بيدك، قد أبلغتك أمري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده:يكفيك التوبة إلى الله سبحانه والحذر من العود إلى عملك السيئ؛ لقول النبي ﷺ: التوبة تجب ما قبلها، وقوله ﷺ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25].
فاتق الله، واصدق في التوبة، واحذر مجالسة الأشرار، وأبشر بالعاقبة الحميدة، والسلامة من شرّ ما فعلت.
وفقنا الله وإياك للتوبة النصوح، والعافية من كل سوء؛ إنه جواد كريم[1].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--------------------
صدرت من سماحته بتاريخ 14/3/1419هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 22/413).