عنوان الفتوى : حكم الإشارة على وجه التمثيل لصفات الله عز وجل
فتاة دخلت مرة لتعد وجبة عشاء وعندما أخذت الدجاجة وفتحت جوفها أخذت قلب الدجاجة ووضعته بين أصبعيها وقالت لأختها إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبهما كيف شاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مذهب أهل السنة والجماعة هو إثبات الأسماء والصفات لله تعالى على الوجه الذي يليق به، وتنزيهه عما لا يليق به، إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل.
وإن ذكر بعض الصفات كصفة الإصبع والإشارة بالإصبع للتوضيح فعلٌ قد يؤدي إلى فتنة عوام المسلمين، ووقوعهم في التشبيه أو التعطيل، وقد عقد الإمام البخاري -رحمه الله- باب: من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه، فيقعوا في أشد منه.
وقد روى البخاري تعليقاً عن علي رضي الله عنه أنه قال: حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟.
وثبت في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: ما أنت محدثٌ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
وما ورد في بعض الأحاديث من الإشارة، فيحمل على ما إذا أمنت الفتنة، ومن ذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [الزمر:67]. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها، يقبل ويدبر.
والله أعلم.