عنوان الفتوى : الإشارة لليد عند الحديث عن صفة الله تعالى
فضيلة الشيخ، علمنا بأن لله يدا والقدم والساق وهذه الصفات لا تشبه المخلوقات، ولكن ما حكم الذي يشير إلى يده حينما يشرح عن هذه الصفات ليبين معناها لا كيفيتها لله، مثلا قال الرجل: قال ربنا إن له يدا فنؤمن أن له يدا ومعنى اليد معلوم هو اليد -ويشير إلى يده- ثم يقول ولكن يده تعالى لا تشبه يد المخلوقات ولم يشر بشيء، فما حكم هذا الفعل، فأفيدونا يرحمكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي سنن البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على المنبر: إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً وأشار إلى سمعه وبصره. قال العلماء: إن هذه الإشارة هنا لبيان إثبات حقيقة الصفة لله -عز وجل- فيكون في ذلك رد على من يتأول الصفات الثابتة لله عز وجل ويتوهم أنها مجاز في حقه سبحانه أو ينفيها بالكلية كما يقول بكل ذلك أهل الكلام.
وورد عن الإمام أحمد رحمه الله ما يفيد كراهته لذلك حيث ذكر عنه اللالكائي: أن رجلاً قرأ عليه (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه... ثم أوما الرجل بيده فقال له الإمام أحمد: قطعها الله قطعها الله قطعها الله. ويمكن أن يقال -كما قال بعض أهل العلم- إن المتكلم إذا أمن على المستمعين ورود التشبيه عندهم، وكان أيضاً هو ممن يوثق أنه ليس عنده مبدأ تشبيه فلا مانع، أما إن انتفى أحد الأمرين بمعنى أن المستمعين ربما يشوش عليهم هذا الأمر أو ربما يفهم أن هذا فيه تشبيه أو كان المتكلم عنده مظنة التشبيه والتمثيل فلا يجوز.
والله أعلم.