عنوان الفتوى : لم يؤثر أن المختار بن أبي عبيد تزوج من ابنة عبد الله بن عمر
هل تزوج المختار الثقفي ابنةَ عبد الله بن عمر؟ وهل قتلها مصعب بن الزبير بعدما أن أبت أن تتبرأ من زوجها بعد أن ادعى أنه يوحى إليه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يؤثر عن المختار بن أبي عبيد أنه تزوج من ابنة عبد الله بن عمر، وإنما أثرت هذه القصة المذكورة عن عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية, وقد كانت تحت المختار فادعت نبوته فقتلها مصعب صبرًا، جاء في مختصر تاريخ دمشق: قال صالح بن الوجيه: كانت عند المختار امرأتان: إحداهما: أم ثابت بنت سمرة بن جندب، والأخرى: عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصاري فعرضهما مصعبٌ على البراءة من المختار، فأما بنت سمرة فبرئت منه فخلاها، وأما الأنصارية فقتلها, وكان مصعب بعث إليهما, فقال لهما: ما تقولان في المختار؟ فقالت أم ثابت: ما عسيت أن أقول فيه إلا ما تقولون فيه أنتم، فقالوا لها: اذهبي, وأما عمرة فقالت: رحمة الله عليه إن كان عبدًا من عباد الله الصالحين, فرفعها مصعبٌ إلى السجن, وكتب فيها إلى عبد الله بن الزبير: إنها تزعم أنه نبي, فكتب إليه: أن أخرجها فاقتلها.
وقال في السير: وذبحت عمرة بنت النعمان بن بشير صبرًا، لأنها شهدت أن زوجها المختار عبد صالح.
ولعل ما لبس على السائل أن أخت المختار بن أبي عبيد كانت تحت ابن عمر، ولكن هذه كانت من العابدات الصالحات الصادقات, وماتت في حياة زوجها, وكان مكرمًا لها, قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: تزوجها عبد الله بن عمر بن الخطاب, فولدت له أبا بكر, وأبا عبيدة, وواقدًا, وعبد الله وعمر, وحفصة, وسودة, وكان تزوجها في خلافة عمر بن الخطاب, وقد روت عن عمر بن الخطاب, وعن حفصة بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن الأثير: أدركت النبي صلى الله عليه وسلم, وهي امرأة عبد الله بن عمر بن الخطاب، لا يصح لها سماع من النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنها نافع.
والله أعلم.