عنوان الفتوى : حكم الصلاة بحضرة الطعام
ما حكم تأخير الصلاة إلى ما بعد الانتهاء من الطعام ظهرا وذلك لأداء الصلاة بجسم أقوى علما بأني أعمل من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن طول الدوام وتأخره ليس عذراً يسوغ تأخير الصلاة عن وقتها مع الجماعة إن وجدت بل الواجب على كل مسلم أن يبادر بأداء الصلاة في وقتها مع إخوانه المسلمين في بيوت الله عز وجل فإن لم يجد جماعة صلى وحده ولا يجوز له تأخير الصلاة عن وقتها بحجة طول الدوام والاشتغال عنها بالعمل، أما عن تأخيرها إلى ما بعد الانتهاء من الطعام إذا تزامنت معه فالحكم في ذلك أنه إذا وضع الطعام وأقيمت صلاة الجماعة فإن على المرء أن يأكل وإن تأخر عن صلاة الجماعة إن تاقت نفسه للأكل لقوله صلى الله عليه وسلم: "(إذا وضع الطعام وحضرت الصلاة فابدؤوا بالطعام)" متفق عليه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: "(لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)". رواه مسلم. ما لم يتخذ ذلك عادة له دائمة، ومن استعداد لمسلم لصلاته واعتنائه بها أن يوفق بين وقت الصلاة ووقت الطعام فلا يأتي به في وقت يفوت عليه الصلاة. والعبرة في ذلك بوضع الطعام وتوقان النفس إليه. وإذا ضاق الوقت عن الصلاة بحيث لم يبق دون خروج وقتها إلا القدر الذي تؤدى فيه فلا يجوز له أن يشتغل بشيء سوى الصلاة لقوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) [النساء:103] وتأخيرها عن وقتها إضاعة لها والله جل وعلا يقول: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً".[مريم:59_60] وينبغي للمسلم أن يحافظ على الصلاة أولَ وقتها لما روى البخاري ومسلم أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت ثم أي. قال: ثم بر الوالدين. قلت: ثم أي. قال: ثم الجهاد في سبيل الله". متفق عليه.
هذا والله تعالى أعلم