عنوان الفتوى : جواب شبهة حول استعمال المصطلحات التي درج عليها العلماء
هناك داعية ومعلم مشهور في البيت المقدس يفسر القرآن، ولكن يقول لا يجب استعمال المصطلحات التي لم يستعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم كصفات الله والعقيدة والبسملة قبل السور وأسماء بعضها...الخ. الرجاء توضيح كيف الرد على هذه الشبهات التي تبدو قوية. وماذا تنصحوني فعله لطلب العلم بأسهل طريقة؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على المسلم أن يتحرى العلم والتقوى فيمن يتلقى عنه دينه ، ومن كان دأبه مخالفة ما درج العلماء عليه ، وتخطئة الأئمة السابقين فليس أهلا أن يتلقى عنه العلم ، كما بين الشاطبي أنه قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين ، إلا ممن أدخل نفسه في أهل الإجتهاد ، غلطاً ، أو مغالطة .
والاصطلاحات التي درج العلماء على استعمالها لا ينبغي للمتكلم في العلم أن ينبذها ، بهذه الحجة الداحضة.
قال الشيخ طاهر الجزائري : هذا، وقد ذكر المحققون أنه ينبغي لمن تكلم في فن من الفنون أن يورد الألفاظ المتعارفة فيه مستعملاً لها في معانيها المعروفة عند أربابه، ومخالف ذلك إما جاهل بمقتضى المقام، أو قاصد للإبهام والإيهام، مثال ذلك: أن يقول قائل عن حديث ضعيف: إنه حديث حسن، فإذا اعترض عليه قال: وصفته بالحسن باعتبار المعنى اللغوي؛ لاشتمال هذا الحديث علي حكمة بالغة. وأما قولهم: (( لامشاحة في الاصطلاح )) فهو من قبيل تمحل العذر، وقائل ذلك عاذل في صورة عاذر .
أما ما يتعلق بكلمة (الصفات ) : فالتعبير بها عن ما يخبر به عن الله تعالى وارد في النصوص وكلام الصحابة والتابعين والأئمة ، قال ابن تيمية : وفي الصحيح أيضا {أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الذي كان يقرأ بقل هو الله أحد في كل ركعة - وهو إمام - فقال: إني أحبها؛ لأنها صفة الرحمن فقال: أخبروه أن الله يحبه} فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على تسميتها صفة الرحمن. وفي هذا المعنى أيضا آثار متعددة. فثبت بهذه النصوص أن الكلام الذي يخبر به عن الله صفة له فإن الوصف هو الإظهار والبيان للبصر أو السمع كما يقول الفقهاء ثوب يصف البشرة أو لا يصف البشرة. وقال تعالى: {سيجزيهم وصفهم} وقال: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} أهـ
وكذلك التعبير بالعقيدة عما يعقد عليه القلب قد جاء في السنة ، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا، فحفظه فأداه إلى من هو أحفظ منه، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه» «لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال، إلا دخل الجنة». قلت: ما هن؟ قال: «إخلاص العمل، والنصيحة لولاة الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من وراءهم» ..الحديث ، أخرجه الدارمي بإسناد صحيح .
فمن أنكر التعبير بهذين المصطلحين فهو مخطئ جاهل .
وقد تقدم الكلام عن خلاف العلماء في البسملة أوائل السور، وأن القول بأنها ليست من القرآن الكريم قول ضعيف .فراجع الفتويين 36312، 58128.
وأسماء سور القرآن الكريم توقيفية كما بيناه في الفتويين45252 ،44291.
و للاطلاع على نصائح في طريقة طلب العلم راجع الفتاوى: 57232 ، 8563 ، 2410 ، 19533.
والله أعلم.