عنوان الفتوى : الترهيب من الذهاب للكهان وسؤالهم
وردت أحاديث في النهي عن إتيان الكهان، هل ينطبق هذا على من يسمون في عصرنا بـ(المخاوين )، وهو المصاب بمس من الجن ، فيعمد الناس إلى سؤاله عن أحوالهم وأمراضهم، وهو يخبر بما يوحي له الجني المتلبس بجسده ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهؤلا يدخلون في الكهان والعرافين ، وقد جاء في صحيح مسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبل له صلاة أربعين يوما. وفي الحديث: من أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أُنزل على محمد. رواه البزار بإسناد جيد قوي.
قال شيخ الإسلام: والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع، وكانوا يخلطون الصدق بالكذب؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم { قال : إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم. اهـ
وقال البغوي: العراف هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها، وقيل: هو الكاهن الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها ويخطئ أكثرها ويزعم أن الجن تخبره بذلك.
وجاء في فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله لمن سأله : ما حكم الذهاب للسحرة والكهنة بقصد العلاج إذا كان مضطرا إلى ذلك؟
فأجاب رحمه الله : لا يجوز الذهاب إلى الكهان والسحرة والمشعوذين ولا سؤالهم , بل يجب أن ينبه عليهم ويؤخذ على أيديهم ويمنعوا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : « من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » وسئل عن الكهان فقال : « لا تأتوهم » . والكهان يدعون علم الغيب بواسطة شياطينهم فلا يجوز إتيان الكهان والعرافين ولا سؤالهم عن شيء , بل يجب أن ينكر عليه وأن يؤدب حتى لا يعود لشيء من ذلك، لكن يذهب إلى أهل الخير المعروفين بالرقية الشرعية فيرقونه.
والله أعلم.