الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإذا قل علماء السنة، فينبغي الالتفاف حول من وجد منهم, والحرص على الأخذ عنهم، وكذلك يمكنك الانتفاع بما يقوم مقامهم عند غيابهم وهو أشرطتهم ورسائلهم وكتبهم المختصرة السهلة الفهم، وبفضل الله قد انتشرت أشرطة العلماء والدعاة الموثوق بهم بالسعودية ومصر والشام مثل الشيخ ابن باز ومحمد بن صالح العثيمين والألباني والشنقيطي والحويني ومحمد يعقوب ومحمد حسان, ويمكن الاطلاع عليها في مواقعهم.  

 ومن أهم وسائل التعلم قراءة كتب العلماء, وذلك وفق منهج متوازن بين العلوم, وتقديم الأهم منها، وفق السلم التعليمي المتدرج، والمشتغل بكتب السلف كأنه جالس معهم, وقد قيل لابن المبارك: إذا أنت صليت لم لا تجلس معنا؟ قال: أجلس مع الصحابة والتابعين، أنظر في كتبهم وآثارهم، فما أصنع معكم؟ أنتم تغتابون الناس.

وننصحك أن تبدأ بكتاب الله تعالى، ثم تطالع في مختصرات الكتب من كل فن تريد أن تدرسه؛ متدرجًا من السهل إلى الصعب، ومن الأهم إلى المهم، ومن المختصرات إلى المطولات... وقد سبق أن ذكرنا في الفتاوى التالية ارقامها: 2410، 23381، 7677  بعض المختصرات التي ينبغي لطالب العلم أن يبدأ بها, وهي في مختلف المواضيع, فنرجو من السائل الاطلاع عليها.

وأما الكتب القديمة الصعبة الفهم فتوجد شروح لكثير منها, ولو أنك ذكرت لنا بعض أسمائها لذكرنا لك ما نعلمه من شروحها.

وإن لم يوجد شرح فلا يبعد إمكان الاستغناء بالكتب الواضحة الفهم عن الكتب التي يصعب فهمها..

والله أعلم.