عنوان الفتوى : تحريم الكذب من غير ضرورة
ذهبت لأشهد لابن عمي لكي يستخرج شهادة ميلاد، فسألني الشرطي من ضمن الأسئلة التي سألني عنها عن اسمي, ثم سألني وقال لي: في أي عام ولدت؟ فاعتقدت أنه يقصد أن يسألني عن تاريخ ميلاد ابن عمي فتعمدت الكذب عليه وأعطيته تاريخًا خاطئًا، بعدها شعرت بالذنب ورجعت للشرطي فقال لي: أنا لم أسألك عن تاريخ ميلاد ابن عمك، إنما سألتك عن تاريخ ميلادك أنت, أي أن نيتي ذهبت لشيء ما وتعمدت الكذب فيه، بينما نية الشرطي كانت لشيء آخر.أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم عند كل مسلم أن تعمد الكذب من غير ضرورة تلجئ إليه حرام لا يجوز؛ فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
وقد سبق أن بينا أن الكذب هو: الإخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد ـ وانظر الفتوى رقم: 26391، لتعرف المزيد عن الكذب وأقسامه.
ومما ذكر تعلم أن الذي وقعت فيه هو من الكذب؛ ولذلك فإن عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى وتستغفره من تعمدك الكذب من غير ضرورة تلجئك إليه؛ وكون الشرطي لم يقصد بسؤاله ما أجبت عنه لا ينفي أنك تعمدت الكذب.
والله أعلم.