عنوان الفتوى : لو دخل العسر جحراً لتبعه اليسر
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما تخرجت من كلية الهندسة ولا أجد عملاً مما أصابني بالإحباط وجعلني أضيع وقتي في ما لا يفيد فأسألكم النصح والدعاء وإن وفرتم لي أي فرصة عمل أعصم بها نفسي جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبر كاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإحباط واليأس ليسا من صفات المؤمن، فالمؤمن لا ييأس أبداً ولا يقنط من رحمة ربه مهما ضاقت عليه الدنيا وتقطعت به الأسباب، وإنما اليأس سبيل الكافرين، قال تعالى:إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:87]. وقال تعالى:قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر:56].
وكيف يتسرب اليأس إلى قلب المؤمن وهو يقرأ قوله تعالى:سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الطلاق:7]. وقوله تعالى:فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:6]
يقول ابن مسعود : لو دخل العسر جحراً لتبعه اليسر حيث كان.
فاتق الله أيها الأخ ولاتفقد الأمل واعلم أن الله تعالى يداول الأيام بين الناس وأن الدهر قلب، ولعل هذا ابتلاء من الله ليمتحن إيمانك ثم يعقب ذلك بالفرج
ولرب نازلة يضيق بهـا الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وعليك أن تراجع نفسك وتقف معها وقفات محاسبة وتصحح مسيرتها، فالله تعالى يقول:أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].
واعلم أنه ما نزلت عقوبة إلا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة، فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يعصمك من الزلل وأن يوفقك لما يحب ويرضى، إنه سميع قريب.
والله أعلم.