عنوان الفتوى : هل يشرع للمغترب أن يوصي بأن يدفن بعد موته في بلده

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

متى وماذا علي أن أترك وصية بخصوص الدفن والصلاة علي الخ ؟أنا زوجي شيعي وأنا أتبع السنة ونسكن بلغاريا ونحن من العراق وأهل والدي يدفنون في النجف وأهل أمي في بغداد وأنا أخاف أن أموت في الغربة فما نصيحتكم لي؟ وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي أن تقفي أولا على حكم إقامتك في بلد الكفر ويراجع في هذا  الفتوى رقم: 8614، ورقم: 2007.

واما بخصوص  ما توصي به في موضوع الدفن  والصلاة  فيكون بما يوافق السنة ، والسنة تعجيل الصلاة والدفن  لما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها عليه، وإن يكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. 

وقال صلى الله عليه وسلم: إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: أخرجه الطبراني بإسناد حسن.

وقال ابن حجر في شرحه للحديث الأول: وفيه استحباب المبادرة إلى دفن الميت لكن بعد أن يتحقق أنه مات. اهـ

ولا ينبغي تأخير الدفن حتى ينقل لمكان بعيد إلا إذا كانت هناك مصلحة ومن المصلحة نقله من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام  وقد بينا في الفتوى رقم: 4003، والفتوى رقم: 54552 جواز نقل الميت إلى بلد آخر لمصلحة. 
 وقد استحب أهل العلم الدفن بجوار الصالحين، والمواضع الفاضلة ومن أدلة ذلك ما في حديث الصحيحين مرفوعا : أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه، وقال ارجع إليه وقل له : يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال: أي رب ! ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت قال : فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر.

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : واما سؤاله الإدناء من الأرض المقدسة فلشرفها وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم. قال بعض العلماء: وإنما سأل الإدناء ولم يسأل نفس بيت المقدس لأنه خاف أن يكون قبره مشهورا عندهم فيفتتن به الناس. وفي هذا استحباب الدفن في المواضع الفاضلة والمواطن المباركة والقرب من مدافن الصالحين. والله اعلم. اهـ

 هذا وننبه إلى أنه لا يثبت لبغداد ولا للنجف شرف  للدفن فيها عن بقية بلاد المسلمين .

والله أعلم.