عنوان الفتوى : كن داعية خير وهدى مقابل ما فعلت سابقا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته .. وبعدكنت أشاهد أفلاما إباحية وكنت أعطيتها لبعض أصدقائي .. ولكن منّ الله علي بالهداية والتوبة .. و

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنهنؤك أولا: بتوبتك إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يتقبلها منك، وأن يعينك على الثبات على الاستقامة، وليكن دعاؤك دائماً في كل الأوقات وفي سجودك خاصة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه الترمذي والحاكم عن أنس رضي الله عنه بإسناد صحيح.
ثانياً: إن للتوبة شروطاً حتى تكون صحيحة، من هذه الشروط أن تسعى إلى إصلاح ما أفسدت، مادام الذنب ضرره متعدياً إلى غيرك، كما قال تعالى:إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة : 160]. وقال سبحانه:إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً [النساء: 146].
ولا شك أن ما قمت به من النصح لصديقك ومحاولة أخذ الشريط منه هو الواجب، وعليك أن تواصل في نصحه ولا تيأسن، فإن وفقت في أخذه منه فبها ونعمت، وإلا فقد أديت الذي عليك وبرئت ذمتك إن شاء الله، وعليك أن تذهب لكل من كنت سبباً في إفساده وتدعوه وتبين له الحق بأحسن الأساليب، ولتكن داعية إلى الخير والفضيلة، لتقابل فترة الدعوة إلى الشر والرذيلة، لتدخل في سلك أولياء الله تعالى الذين قال عنهم:وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت : 33].
قال الحسن البصري رحمه الله في هذه الآية: هذا ولي الله، هذا حبيب الله، هذا خيرة الله من خلقه، دعا إلى الله تعالى، وأجاب الله فيما دعاه. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وراجع الفتوى رقم:
17521.
والله أعلم.