عنوان الفتوى : تعرّفَتْ على شاب فقير وخلوق ولكن عنده مخالفات في العقيدة فهل تقبله زوجا ؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

تعرفت على هذا الشاب من خلال الفيس بوك ، فيما يبدو عليه أنه شاب متدين يحب الدعوة والقرأن وتفسيره ، ولا أظنه يتبع فرقة أو جماعة محددة ، وقد طلبت من أخواتي أن يتواصلن معه بالنيابة عني ؛ لأنه في الوقت الحاضر وفي المكان الذي أنا فيه لا يوجد لديّ محرم يقوم بهذا الدور، وقد التقت العائلتان وعرفنا عنهم الشيء الكثير، وأبرز ما شد انتباهنا أنه من أسرة فقيرة جداً ، قد لا تكون بتلك الدرجة من الفقر المدقع ، ولكن البون شاسع بيننا وبينهم ، وهذا سبب رئيس في إعادة التفكير مرات ومرات ؛ لأني أخشى إن تزوجت أن يؤثر ذلك عليّ سلباً، كما أن هذا الجانب مثار قلق بالنسبة لوالدتي ، ومع هذا فقد نأخذ ونعطي في هذه النقطة إلا أني لا أريد أن أعيش مع أسرته في نفس البيت ، أريد بيتاً مستقلاً ، وهذا أمر لا أدري مدى استعداده لتحمل تبعاته..! المسألة الأخرى والتي لا تقل أهمية عن سابقاتها، إن لم تكن أهم ، هو أني لاحظت أن عنده بعض المشاكل العقدية ، لا سيّما في باب الأسماء والصفات ، ظهر لي ذلك من خلال ملفه الشخصي على الفيس بوك ، وما أضافه هناك من عبارات ، لكني أظن أنه يمكن معالجة هذا الجانب ، بحيث أشترط عليه أن يدرس العقيدة الصحيحة لمدة شهرين أو ثلاثة قبل الزواج ، فما رأيكم؟ أم أن الرفض هو أولى في مثل هذه الحالة ؟ وإذا رفضته أتظنون أن مجرد خلل في العقيدة قابل للإصلاح مبرر لرفض رجل صالح ذي خلق ودين؟ وهل أوجر على تضحية كهذه ؟ في الحقيقة لقد أحببت هذا الشاب ولا أريد التخلي عنه ، حتى أن الشيطان أحياناً يسوّل لي ويقول لي : أن أراسله وأتحدث معه أكثر بخصوص موضوع العقيدة وأرسل له بعض الروابط لكي يتعلم . فلا أدري ما العمل ؟ أرجو منكم التوجيه والنصح .

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق


الحمد لله
أولا :
نحذر أخواتنا المسلمات من هذا التعارف الذي يحصل عن طريق الإنترنت ؛ لما يحصل بسببه من الشر والفساد ، ومن أراد التعارف للمصاهرة فليأت البيوت من أبوابها .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء " (17/67) : " لا تجوز المراسلة بينكِ وبين شاب غير محرم لك بما يعرف بركن التعارف ؛ لأن ذلك مما يثير الفتنة ، ويفضي إلى الشر والفساد " انتهى .
ثانيا :
الواقع أنه مع عدم وقوفنا على طبيعة تلك المخالفة العقدية التي وقفت عليها في كلام هذا الشاب ، فإننا لا ننصحك بالمضي في طريق الارتباط به ؛ وذلك أن قضية العقيدة ، والسنة والبدعة ، ليست تمرينا رياضيا ، أو حمية غذائية ( رجيم ) يمكنه أن يقوم به لفترة ما ، ثم نطمئن بعدها إلى أن وضعه الصحي قد تحسن ؛ لا ، فالأمر أعمق من ذلك بكثير ؛ إنها قضية قناعات ، وصدق مع النفس ، ومنهج يتشربه القلب .
إننا لا نحب لك أن تدخلي في أمر ، وأنت منه على هذا الخطر : هل يقبل هذا الشاب مبدأ دراسة تختلف مع ما يعتقده أولا ؟ وإذا قبل : فلأي شيء قبل ذلك ؛ ألأجل أن يصل إلى الحق في مسألة اختُلف فيها ، وأشكلت عليه ، أم لأجل الظفر بامرأة يريد نكاحها : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ؟!!
وإذا قدر أنه قبل هذه الفكرة حقا ؛ فكرة دراسة العقيدة هذه ، فليست مسائل العقيدة والديانة أيضا : دواء نضعه في فمه جرعات محددة ، بل الأمر فيها أمر ديانة ، وهداية توفيق وشرح صدر من الله جل جلاله ؛ فمن يضمن لنا حصول شيء من ذلك كله ؟
فما الذي يجبرك على أن تغامري هذه المغامرة ؟!
ومن الذي يضمن لك ألا يؤثر هو عليك فيما بعد ، ويجرك إلى ما اعتقده من البدعة ؛ لا سيما وهو ينشر آراءه بصورة مكنتك من الاطلاع عليها ؟!
وإذا قدر أنه بقي على رأيه ، وبقيت أنت على رأيك ، ولم يتغير أي منكما ؛ أفلا ترين أن هذا سوف يكون له أثر سلبي على المودة ، ودوام العشرة بينكما ؟!

وأما مسالة الحال المادية التي هو عليها ، والفرق الكبير بينكما ، فهذا وإن لم يكن هو أساس القبول والرد ، فإنه أمر لا يمكن إغفاله ، وعدم مراعاته ، لا سيما إذا وصل الأمر إلى العجز عن توفير المسكن المستقل ، أو الشك في ذلك ؛ فهذا أمر لا ننصحك أن تتساهلي فيه ، لا مع هذا الشاب ، ولا مع غيره ؛ فكم جر الاشتراك في المسكن من مشكلات ، وسبب من متاعب ؛ فما الذي يحملك على جلب التعب والتنغيص لنفسك ؟!

والحاصل : أننا لا ننصحك بالإقدام على هذه التجربة ، ولا نرى أن هذا الاختيار مناسب لك ولظروفك .
وفقك الله لما فيه الخير ، ويسر لك أمرك ، وشرح صدرك .
راجعي جواب السؤال رقم : (93543) .

والله تعالى أعلم .