عنوان الفتوى : إقامة المسلم في غير بلاد المسلمين
كيف يعيش المسلمون في الغرب؟ وهل يجوز إقامتهم في غير بلاد المسلمين ؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
فيقول الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق-رحمه الله-ردا على سؤال مماثل :
إن هؤلاء المسلمين إنْ تمكَّنوا من إظهار إيمانهم وشعائرهم وأحكام دينهم، فيما يختصُّ بالصلاة الزوجية، وما رسم الله من أصول فيما حرَّم وفيما أحلَّ، كانت إقامتهم في بلادهم جائزة ولا تثريب عليهم فيها، أما إذا كانوا يُحاربون ويَقتلون، كما ترامت الأنباء إلينا في بعض الأوقات بكثير من هذا، فإن واجب هؤلاء المسلمين أن يُهاجروا إلى بلدٍ يستطيعون فيها إظهار إيمانهم والقيام بأحكام دينهم.
فإنْ رضوا بالمقام فيما بينهم مع قدرتهم على الهجرة كانوا ممَّن يصدقُ عليهم قوله ـ تعالى ـ: (إنَّ الذينَ تَوَفَّاهُمُ الملائكةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنتمْ قالوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ في الأرْضِ قالوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهُ واسعةً فَتُهَاجِرُوا فيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جهنَّمُ وساءَتْ مَصِيرًا). (الآية: 97 من سورة النساء) فإذا لم يستطيعوا الهجرة وجَب عليهم التزامُ الإسلام بقدر الإمكان، وكانوا في نظر الدِّين من الذين (لا يَسْتطيعُونَ حِيلَةً ولا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا . فَأُولئكَ عَسَى اللهُ أنْ يَعْفُوَ عنهمْ وكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُورًا). (الآيتان: 98 ـ 99 من سورة النساء) .
وواجب المسلمين بالنسبة إليهم حينئذٍ أن يعملوا جهدهم بكل ما يستطيعون على إنقاذهم من بيئة الكفر والإلْحاد. (وما لكمْ لا تُقاتلونَ في سَبيلِ اللهِ والمُستَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والوِلدانِ الذينَ يَقُولونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِن هذهِ القَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا واجْعَلْ لنَا مِن لَدُنْكَ وَلِيًّا واجْعَلْ لنَا مِن لَدُنْكَ نَصِيرًا). (الآية: 75 من سورة النساء).
والله أعلم .