عنوان الفتوى : أعمال العباد تكتب من بداية حياتهم إلى نهايتها
أريد أن أعرف متى يتم تسجيل أعمال كل إنسان ـ الحسنات والسيئات؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال فيه غموض ولكن نقول إن كل ما يصدر من العبد من حسنات أو سيئات وأقوال وأفعال.. تسجله ملائكة كرام من بداية حياته إلى نهايتها، قال الله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الانفطار:12ـ11ـ10}.
وسموا حفظةً لحفظهم لكل ما يصدر من العبد، فلا يهملون شيئًا من ذلك قولا كان أو فعلا أو اعتقادًا.. قال ابن أبي زيد المالكي في ما يجب على المكلف اعتقاده من الرسالة: وأن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم ـ قال شراحه ـ وإطلاقه العباد يتناول المكلف وغيره.
ومع أن الملائكة تكتب كل ما يصدر من العبد من خير وشر، فإن الصبي والمجنون والنائم لا يؤاخذون بما صدر منهم من السيئات، لما جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أحمد والترمذي وغيرهما وصححه الألباني.
قال العلماء: رفع القلم كناية عن عدم التكليف، كما جاء في عون المعبود وتحفة الأحوذي: فالصبي يثاب على الأعمال الصالحة ولا يؤاخذ بالسيئة، قال الحافظ في الفتح: ذكر ابن حبان أن المراد برفع القلم ترك كتابة الشر عنهم دون الخير.. وقال ابن العربي: رفع قلم المؤاخذة دون الثواب، لقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة لما سألته ألهذا حج؟ قال نعم، ولقوله مروهم بالصلاة..
والحاصل أن أعمال العباد وأقوالهم... تكتب من بداية حياتهم إلى نهايتها، مع التنبيه إلى أن الأولى بالمرء أن يسأل عما تترتب على معرفته استفادة، وانظر الفتوى: 94309، للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.