عنوان الفتوى : وقوع الكرامات لبعض أهل الصلاح
هل وقعت كرامات للإمام بن تيمية أو أحد تلامذته مثل ابن القيم في حياتهم ؟ فإذا وقعت بعض هذه الكرامات لهم فأرجو أن تقصّوا عليّ طرفاً منها ؛ لأن مثل هذه القصص تقوي الإيمان وتحث على فعل الطاعات. ومَن مِن العلماء ، غير ما ذكرنا في الأعلى ، سواء من المعاصرين أو المتقدمين من اشتُهر عنهم وقوع الكرامات لهم؟ أتحفونا ببعض هذه القصص.
الحمد لله
أولا :
وقوع الكرامات لصلحاء هذه الأمة أمر ثابت لا شك فيه ، وهو من تثبيت الله لعبده
المؤمن ، ومن عاجل مثوبته له .
قال الطحاوي رحمه الله في "عقيدته" (ص84) :
" ونؤمن بما جاء من كراماتهم ، وصح عن الثقات من رواياتهم " انتهى .
لكن لا بد أن يُتناول هذا الأمر بحذر وفهم صحيح ، فإنه
قد يقع لبعض أهل الضلال من خوارق العادات ما يظنه الجاهل أنه من الكرامات ، وإنما
هو من تلبيس الشياطين .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" كرامات الأولياء حق باتفاق أئمة أهل الإسلام والسنة والجماعة ، وقد دل عليها
القرآن في غير موضع ، والأحاديث الصحيحة والآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين
وغيرهم ، وإنما أنكرها أهل البدع من المعتزلة والجهمية ومن تابعهم ، لكن كثيرا ممن
يدعيها أو تدعى له يكون كذابا أو ملبوسا عليه " انتهى من "مختصر الفتاوى المصرية"
(2 /63) .
وليعلم أن الكرامة الحقيقية عند عباد الله ، وخاصة
أوليائه ، إنما هي لزومهم طريق الاستقامة إلى ربهم , وثباتهم على ذلك .
قال شيخ الإسلام :
" إنما غاية الكرامة لزوم الاستقامة ، فلم يكرم الله عبدا بمثل أن يعينه على ما
يحبه ويرضاه ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11
/298) .
ثانيا :
قد وقع لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من هذه الخصائص ، ما حكاه عنه بعض تلامذته
والعارفين به .
قال ابن القيم رحمه الله :
" وَلَقَدْ شَاهَدْتُ مِنْ فِرَاسَةِ شَيْخِ الْإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ
رَحِمَهُ اللَّهُ أُمُورًا عَجِيبَةً ، وَمَا لَمْ أُشَاهِدْهُ مِنْهَا أَعْظَمُ
وَأَعْظَمُ ، وَوَقَائِعُ فِرَاسَتِهِ تَسْتَدْعِي سِفْرًا ضَخْمًا .
أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ بِدُخُولِ التَّتَارِ الشَّامَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ
وَسِتِّمِائَةٍ ، وَأَنَّ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ تُكْسَرُ ، وَأَنَّ دِمَشْقَ لَا
يَكُونُ بِهَا قَتْلٌ عَامٌّ وَلَا سَبْيٌ عَامٌّ ، وَأَنَّ كَلَبَ الْجَيْشِ
وَحِدَّتَهُ فِي الْأَمْوَالِ ، وَهَذَا قَبْلَ أَنْ يَهُمَّ التَّتَارُ
بِالْحَرَكَةِ .
ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ وَالْأُمَرَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِمِائَةٍ لَمَّا
تَحَرَّكَ التَّتَارُ وَقَصَدُوا الشَّامَ : أَنَّ الدَّائِرَةَ وَالْهَزِيمَةَ
عَلَيْهِمْ ، وَأَنَّ الظَّفَرَ وَالنَّصْرَ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَأَقْسَمَ عَلَى
ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ يَمِينًا ، فَيُقَالُ لَهُ : قُلْ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ ، فَيَقُولُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَحْقِيقًا لَا تَعْلِيقًا ، وَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ ذَلِكَ .
وَكَانَتْ فِرَاسَتُهُ الْجُزْئِيَّةُ فِي خِلَالِ هَاتَيْنِ الْوَاقِعَتَيْنِ
مِثْلَ الْمَطَرِ .
وَلَمَّا طُلِبَ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ ، وَأُرِيدَ قَتْلُهُ بَعْدَمَا
أُنْضِجَتْ لَهُ الْقُدُورُ ، وَقُلِّبَتْ لَهُ الْأُمُورُ ،اجْتَمَعَ أَصْحَابُهُ
لِوَدَاعِهِ ، وَقَالُوا: قَدْ تَوَاتَرَتِ الْكُتُبُ بِأَنَّ الْقَوْمَ عَامِلُونَ
عَلَى قَتْلِكَ ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ أَبَدًا ،
قَالُوا: أَفَتُحْبَسُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَيَطُولُ حَبْسِي ، ثُمَّ أَخْرُجُ
وَأَتَكَلَّمُ بِالسُّنَّةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ .
وَلَمَّا تَوَلَّى عَدُوُّهُ الْمُلَقَّبُ بِالْجَاشِنْكِيرِ الْمُلْكَ أَخْبَرُوهُ
بِذَلِكَ ، وَقَالُوا: الْآنَ بَلَغَ مُرَادَهُ مِنْكَ ، فَسَجَدَ لِلَّهِ شُكْرًا
وَأَطَالَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا سَبَبُ هَذِهِ السَّجْدَةُ ؟ فَقَالَ : هَذَا
بِدَايَةُ ذُلِّهِ وَمُفَارَقَةُ عِزِّهِ مِنَ الْآنِ ، وَقرب زَوَالِ أَمْرِهِ .
فَقِيلَ: مَتَى هَذَا ؟ فَقَالَ: لَا تُرْبَطُ خُيُولُ الْجُنْدِ عَلَى الْقُرْطِ
حَتَّى تُغْلَبَ دَوْلَتُهُ . فَوَقَعَ الْأَمْرُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَ بِهِ ،
سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ .
وَقَالَ مَرَّةً : يَدْخُلُ عَلَيَّ أَصْحَابِي وَغَيْرُهُمْ فَأَرَى فِي
وُجُوهِهِمْ وَأَعْيُنِهِمْ أُمُورًا لَا أَذْكُرُهَا لَهُمْ .
فَقُلْتُ لَهُ أَوَ غَيْرِي لَوْ أَخْبَرْتَهُمْ ؟ فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ
أَكُونَ مُعَرِّفًا كَمُعَرِّفِ الْوُلَاةِ ؟
وَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: لَوْ عَامَلْتَنَا بِذَلِكَ لَكَانَ أَدْعَى إِلَى
الِاسْتِقَامَةِ وَالصَّلَاحِ ، فَقَالَ: لَا تَصْبِرُونَ مَعِي عَلَى ذَلِكَ
جُمُعَةً ، أَوْ قَالَ: شَهْرًا .
وَأَخْبَرَنِي غَيْرَ مَرَّةٍ بِأُمُورٍ بَاطِنَةٍ تَخْتَصُّ بِي مِمَّا عَزَمْتُ
عَلَيْهِ ، وَلَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانِي .
وَأَخْبَرَنِي بِبَعْضِ حَوَادِثَ كِبَارٍ تَجْرِي فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَلَمْ
يُعَيِّنْ أَوْقَاتَهَا ، وَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَهَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ
بَقِيَّتَهَا .
وَمَا شَاهَدَهُ كِبَارُ أَصْحَابِهِ مِنْ ذَلِكَ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا
شَاهَدَتْهُ " .
انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 458-459) .
وأحسن من هذا ما حكاه عنه ابن القيم رحمه الله في
كتابه " الوابل الصيب" (ص 67) حيث قال:
" وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف
الرفاهية والنعيم بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع
ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا ، وأقواهم قلبا ، وأسرهم نفسا ، تلوح نضرة
النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض :
أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحا وقوة
ويقينا وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار
العمل ، فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها "
انتهى كلامه .
ثالثا :
أما حصول الكرامات لصلحاء هذه الأمة من علمائها وعبادتها وزهادها فشيء كثير جدا ،
ونحن نذكر طرفا يسيرا مما وقع من ذلك مما ذكره أهل العلم في كتبهم ، وننبه على أن
كثيرا مما يحكى في هذا الباب لا يصح ، فينبغي التثبت مما يروى في هذا الباب قبل
الاعتداد به ، والتعويل عليه :
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ
خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْحِيرَةِ أُتِيَ بِسُمٍّ ،
فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : سُمُّ سَاعَةٍ قَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ " ثُمَّ
ازْدَرَدَهُ – يعني ابتلعه ولم يصبه سوء – " .
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (6/498) ، "البداية والنهاية" (6 /382) .
وعَنْ ثَابِتٍ البُنانيّ قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ
فَجَاءَ قَهْرَمَانُهُ فَقَالَ : " يَا أَبَا حَمْزَةَ قَدْ عَطِشَتْ أَرْضُنَا ،
قَالَ : فَقَامَ أَنَسٌ فَتَوَضَّأَ وَخَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ فَصَلَّى
رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ دَعَا ، فَرَأَيْتُ السَّحَابَ يَلْتَئِمُ ، قَالَ : ثُمَّ
مَطَرَتْ حَتَّى مَلَأَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، فَلَمَّا سَكَنَ الْمَطَرُ بَعَثَ أَنَسٌ
بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ : انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتِ السَّمَاءُ ؟ فَنَظَرَ فَلَمْ
تَعْدُ أَرْضُهُ إِلَّا يَسِيرًا " .
انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (7 /11) ، "البداية والنهاية" (9
/107) .
وعَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: "
خَرَجْنَا غُزَاةً إِلَى كَابُلَ وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ ، فَلَمَّا
دَنَوْنَا مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ قَالَ الْأَمِيرُ: لَا يَشُذَّنَّ مِنَ
الْعَسْكَرِ أَحَدٌ ، فَذَهَبَتْ بَغْلَةُ صِلَةَ بِثِقْلِهِا فَأَخَذَ يُصَلِّي
فَقِيلَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا فَقَالَ : إِنَّمَا هِيَ خَفِيفَتَانِ ،
قَالَ : فَدَعَا ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تُرَدَّ
عَلَيَّ بَغْلَتِي وَثِقلَهَا ، قَالَ : فَجَاءَتْ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ
" .
انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (7 /142) .
وعَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ : " لَمَّا
غُسِّلَ أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ الْقَارِئُ بَعْدَ وَفَاتِهِ
نَظَرُوا مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى فُؤَادِهِ مِثْلَ وَرَقَةِ الْمُصْحَفِ قَالَ :
فَمَا شَكَّ مَنْ حَضَرَهُ أَنَّهُ نُورُ الْقُرْآنِ " .
انتهى من "تهذيب الكمال" (33 /201) .
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ
أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ : " أَنَّ امْرَأَةً خَبَّبتْ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ
فَدَعَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بَصَرُهَا ، قَالَ : فَأَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا
أَبَا مُسْلِمٍ إِنِّي قَدْ كُنْتُ فَعَلْتُ ، وَفَعَلْتُ وَلَا أَعُودُ
لِمِثْلِهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَارْدُدْ عَلَيْهَا
بَصَرَهَا ، قَالَ: فَأَبْصَرَتْ " .
انتهى من "حلية الأولياء" (5 /121) .
وعَنْ بِلَالِ بْنِ كَعْبٍ الْعَكِّيِّ قَالَ: "
رُبَّمَا قَالَ الصِّبْيَانُ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ إِذَا مَرَّ
الظَّبْيُ: ادْعُ اللَّهَ يَحْبِسُ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ ، فَيَدْعُو اللَّهَ
فَيَحْبِسُهُ حتّى يأخذُوه بأيدِيهم " .
انتهى من "تاريخ دمشق" (27 /215) .
وعَنْ شَقِيقٍ قَالَ: " كُنْتُ فِي زَرْعٍ لِي إِذْ أَقْبَلَتْ سَحَابَةٌ تُزْهِي قَالَ : فَسَمِعْتُ فِيهَا صَوْتًا أَمْطِرِي زَرْعَ فُلَانٍ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ الرَّجُلَ فَسَأَلْتُهُ مَا تَصْنَعُ بِزَرْعِكَ ؟ قَالَ: أبَذْرُ ثُلُثَهُ ، وَآكُلُ ثُلُثَهُ ، وَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ " انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (7/94) .
وعَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الشِّخِّيرِ : " أَنَّ عَامِر بن عَبد قَيْس كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ فَيَجْعَلُهُ
فِي طَرَفِ رِدَائِهِ ، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا مِنَ الْمَسَاكِينِ يَسْأَلُهُ
إِلَّا أَعْطَاهُ ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ
فَيَعُدُّونَهَا فَيَجَدِوُنَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطِيَهَا " .
انتهى من "تاريخ دمشق" (26 /29) ، "الإصابة" (5/77) .
وعَنْ يُونُسَ قَالَ : " كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ سَبَّحَتْ آنِيَةُ بَيْتِهِ ".
انتهى من "تاريخ دمشق" (58 /323) ، "حلية الأولياء" (2 /206) .
وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " كَانَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَصَاحِبٌ لَهُ سَرَيَا فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ فَإِذَا طَرَفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : إِنَّا لَوْ حَدَّثَنَا النَّاسَ بِهَذَا كَذَّبُونَا ، فَقَالَ مُطَرِّفٌ : الْمُكَذِّبُ أَكْذَبُ " انتهى من "حلية الأولياء" (2/205) ، "سير أعلام النبلاء" (4 /193) .
وعَنِ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ : " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ شَقِيقٍ مُجَابَ الدَّعْوَةِ فَكَانَتْ تَمُرُّ بِهِ السَّحَابَةُ فَيَقُولُ :
اللَّهُمَّ لَا تَجُوزُ كَذَا وَكَذَا حَتَّى تُمْطِرَ ، فَمَا تَجُوزُ ذَلِكَ
الْمَوْضِعَ حَتَّى تُمْطِرَ ".
انتهى من "تاريخ دمشق" (29 /161) .
وعن الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ : " كَانَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَجْتَنِي الرُّطَبَ مِنْ شَجَرِ الْبَلُّوطِ " .
انتهى من " تاريخ دمشق" (6 /326) ، "سير أعلام النبلاء" (7 /393) .
وعن يحيى بن كثير البصري قال : " اشترى كَهمس بن الحسن دقيقا بدرهم فأكل منه ، فلما
طال عليه كَاله ، فإذا هو كما وضعه " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (6 /317) .
وتجد كثيرا من ذلك في كتب أهل العلم التي عنيت بتراجم
السلف وذكر أحوالهم ، ككتاب الزهد للإمام أحمد ، وحلية الأولياء لأبي نعيم
الأصبهاني ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ، والبداية والنهاية لابن كثير ، وغير ذلك
كثير ، إلا أن منها ما لا يصح ، وفي بعضها مغالاة وإسراف في الوصف ، وخاصة ما يذكره
أهل التصوف في كتبهم عن أشياخهم ، ولذلك قال الطحاوي رحمه الله – كما تقدم -
" ونؤمن بما جاء من كراماتهم ، وصح عن الثقات من رواياتهم " .
قال الشيخ الألباني في تعليقه على الطحاوية :
" لقد أحسن المؤلف صنعا بتقييد ذلك بما صح من الروايات ؛ ذلك لأن الناس وبخاصة
المتأخرين منهم قد توسعوا في رواية الكرامات إلى درجة أنهم رووا باسمها الأباطيل
التي لا يشك في بطلانها من له أدنى ذرة من عقل ، بل إن فيها أحيانا ما هو من الشرك
الأكبر في الربوبية " انتهى من " تخريج العقيدة الطحاوية " ( ص 84) .
ونرجو أن تقرأ الكتاب النفيس في هذا الباب : "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء
الشيطان" ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
راجع للاستزادة إجابة السؤال : (125276)
.
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري |
---|
وقوع الكرامات لبعض أهل الصلاح |