عنوان الفتوى : المتظاهرون الذين يموتون بالرصاص هل هم شهداء
هل المتظاهرون السوريين الذين يسقطون برصاص الجيش السوري يعتبرون شهداء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان حكم تنظيم المظاهرات والاشتراك فيها، فراجع الفتويين: 5844، 151137.
والتظاهر المشروع لا يجوز التعدي على فاعليه فضلا عن قتلهم، ولكل من شارك في مثل هذه التظاهرات ما نواه، فمن نوى بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان الحق والمطالبة به، ورد المظالم والحقوق إلى أهلها، ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، ونحو ذلك، فله ما نوى. وإن قتل في هذا السبيل فنرجو له أجر الشهداء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون مظلمته فهو شهيد. رواه النسائي، وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد. رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني.
وقال العيني في (عمدة القاري): ذكر الْحلْوانِي فِي كتاب الْمعرفَة، فَقَالَ: حَدثنَا أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر عَن عبد الْملك بن عُمَيْر، قَالَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: من حَبسه السُّلْطَان، وَهُوَ ظَالِم لَهُ، وَمَات فِي محبسه ذَلِك فَهُوَ شَهِيد، وَمن ضربه السُّلْطَان ظَالِما فَمَاتَ من ضربه ذَلِك فَهُوَ شَهِيد، وكل موت يَمُوت بِهِ الْمُسلم فَهُوَ شَهِيد، غير أَن الشَّهَادَة تتفاضل. اهـ.
وأثر عليٍّ هذا حسنه الحافظ ابن حجر في (الفتح).
والله أعلم.