عنوان الفتوى : المساعدة على الربا بأي وجه لا يجوز
أنا شاب جزائري أعمل ببنك ربوي (إطار) ، مع العلم أنني أب ومسؤول عن أسرتي وأسرة أخي الأكبر مفقود (رئيس بلدية سابق في عهد الجبهة الإسلامية للإنقاذ) وأسرة والدي المرحوم وأنني أسعى بقدر الإمكان أن أغير عملي وآمل أن أحصل على عمل في بنك إسلامي لكي لا تضيع مجهوداتي ونرفع التحدي لإنجاح المشروع الإسلامي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من المعلوم أن الربا محرم بالقرآن والسنة وإجماع الأمة، فمن أدلة القرآن قوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) [البقرة:275].
وقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة:278-279].
ومن أدلة السنة على تحريم الربا الحديث الذي رواه الطيالسي بسند صحيح عن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الربا اثنتان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه".
وقد أجمع علماء الأمة على تحريم الربا، فإذا كان الربا محرماً، فإن المساعدة عليه بأي نوع من المساعدة تعتبر أمراً محرماً، لأن الله تعالى قال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2]. وفي مسند أحمد وصحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله الربا: آكله، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء".
فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، والمبادرة إلى ترك العمل في البنوك الربوية، والبحث عن سبيل للرزق الحلال، وإذا كنت صادقاً في توبتك، فإن الله سيجعل لك فرجاً ومخرجاً، كما وعد بذلك في كتابه فقال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3].
واستعن بالله، فإنه من استعان به كفاه، روى الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً".
والله أعلم.