عنوان الفتوى : لاحرج في الصلاة في مكان مظلم ، لكن ليس للصلاة فيه مزية
هل تجوزالصلاة في الظلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أداء الصلاة في المكان المظلم لا حرج فيه وهو أمر جائز. لكننا ننبه الأخ الكريم إلى أن اعتقاد أن الصلاة في مكانٍ مظلمٍ فيه مزية أو زيادة أجر بحيث لا يصلي الشخص إلا في الأماكن المظلمة ولا يصلي في غيرها، أن هذا أمر محدث لا أصل له. وقد انتشر عند بعض الناس في هذه الأزمنة المتأخرة ، وما يفعله بعض الناس في صلاة القيام في رمضان ، أنهم يقومون بإقفال الإضاءة بالكلية ، إن كانوا يرون أن ذلك يجعل المصلي أكثر خشوعاً وأبعد عن الشواغل فهذا أمر لا إشكال فيه. ولكن الذي يخشى أن يظن أو يعتقد بعض الناس أن هذه الصلاة لا تتم إلا بهذه الكيفية وعلى هذه الهيئة ، فتدخل هذه العبادة في باب البدع على هذه الهيئة. وإن مما تقرر عند المحققين من أهل العلم ، أن العمل قد يكون في أصله مشروعاً لكنه قد يدخله وصف ليس له أي تعلقٍ به ، ومع مرور الزمن يصبح هذا الوصف كاللازم لهذا العمل . كالصورة المذكورة أنفاً ، فلا شك أن هذا العمل وإن كان مشروعاً في أصله ، لكن بدخول هذا الوصف فيه أصبح من البدع. فالضابط في مثل ذلك هو قصد الفاعل ونيته ، فلو صلى رجل منفرداً في بيته صلاة نافلة كقيام ليل مثلاً وأقفل الإضاءة حتى يكون أجمع لقلبه دون اعتقاد مزية الصلاة في مكانٍ مظلم عن غيره فهذا لا حرج فيه ، بل هو أفضل له حتى لا ينشغل ذهنه ونظره في مثل هذا الوقت المبارك.
والله تعالى أعلم.