عنوان الفتوى : حكم النظر في كتاب الأوراد والليالي لابن عربي
قرأت كتاب: الأوراد والليالي ـ لمحي الدّين العربي ووجدت فيه خيرا كثيرا، لكنّ صديقة لي طالبة شريعة حذّرتني منه ومن كاتبه وقالت إن شيوخها يتّهمونه بالابتداع، فلم أقتنع بكلامها لما وجدت في الكتاب من خير ومن أثر روحي عميق ومريح، لكن مع ذلك التزمت بترك الدّعاء من الكتاب خشية أن يكون كلامها صحيحا في انتظار فتوى أهل الاختصاص، فما قولكم في كتاب: الأوراد والليالي ـ لمحي الدّين ابن العربي؟ وإن كان مبتدعا فهلاّ استدللتم بأمثلة من الكتاب مخالفة للعقيدة والشّرع الإسلامي؟ وجزاكم الله عنّي خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابن عربي معلوم زيغه وضلاله وانحرافه عن الصراط المستقيم ومنابذته لدين الرسل عليهم السلام وأنه من أرباب القول بوحدة الوجود ـ نسأل الله العافية ـ فهو من رؤوس الضلال، وقد حكم عليه بالكفر والزندقة خلائق من أساطين العلماء، ولتنظر الفتوى رقم: 32148، ففيها طرف من ضلالاته.
ولا يجوز النظر في شيء من كتبه إلا لمن كان من أهل العلم فيبين باطلها، ولتنظر الفتوى رقم: 80273.
ونحن لم نر هذا الكتاب بخصوصه، ولكن ما ذكرناه كاف في صد كل عاقل عن هذا الكتاب وغيره من كتب هذا الرجل، كما أن الأوراد والأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والمدونة في كتب السنة كافية عما عداها وفيها الخير والبركة وراحة النفس وطمأنينة القلب، فالزمي ما ثبت عنه صلوات الله عليه ولا تتعديه إلى غيره، وقد صنفت في الأذكار الثابتة عنه صلوات الله عليه كتب مطولة ومختصرة، فمن المختصر كتاب حصن المسلم للقحطاني، ومن المطول كتاب الأذكار للنووي ـ رحمه الله ـ وهو من أجمع ما كتب في هذا الباب، وكتاب الوابل الصيب لابن القيم.
والله أعلم.