عنوان الفتوى : لا حرج في صلاة النافلة في المسجد والبيت أفضل
أنا أعلم أن الأفضل إحياء ما بين العشاءين في البيت، لكن ما الحكم إذا صليت بعد المغرب في المسجد، لأنني أريد أن أقرأ في هذا الوقت وردي من القرآن في الصلاة، وإذا ذهبت إلى البيت وعدت فلن أقرأ نفس المقدار من القرآن الكريم في الصلاة؟ وأما إذا صليت في المسجد فسأقرأ وردي في الصلاة أكثر، وهذا الوقت يعتبر من صلاة الليل لا سيما وأن الذهاب والرجوع من المسجد إلى بيتي يستغرق أكثر من عشر دقائق، فبناء على ما ذكرت لكم هل يكون الأفضل لي في هذه الحالة أن أحيي ما بين العشاءين في المسجد حتى أصلي وأقرأ وردي أثناء الصلاة في ذلك الوقت الذي هو من صلاة اليل؟ أم تنصحونني أن أصلي في البيت مع ما ذكرت لكم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصلاة النافلة - التي لا يشرع فيها التجميع - في البيت أفضل من صلاتها في المسجد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ. رواه البخاري.
وليس في الحديث ما يدل على تفضيل التنفل في المسجد إذا كانت القراءة أكثر، ولم نجد من شراحه من ذكر ذلك أيضا، قال الحافظ بن حجر في الفتح: قوله: أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ـ ظاهره أنه يشمل جميع النوافل، لأن المراد بالمكتوبة المفروضة، لكنه محمول على ما لا يشرع فيه التجميع، وكذا ما لا يخص المسجد كركعتي التحية، إلى أن قال: قال النووي: إنما حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء وليتبرك البيت بذلك فتنزل فيه الرحمة وينفر منه الشيطان .انتهى.
هذا من باب التفضيل، أما من ناحية الجواز: فإن التنفل في المسجد جائز ولو مع إمكانه في المنزل، قال النووي في المجموع: فإذا صلي النافلة في المسجد جاز وإن كان خلاف الأفضل، لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: صليت مع النبي صلي الله تعالى عليه وسلم سجدتين قبل الظهر وسجدتين بعدها، وسجدتين بعد المغرب، وسجدتين بعد العشاء، وسجدتين بعد الجمعة فأما المغرب والعشاء ففي بيته ـ رواه البخاري ومسلم، وظاهره أن الباقي صلاها في المسجد لبيان الجواز في بعض الأوقات. انتهى.
والله أعلم.