عنوان الفتوى : لا يشترط في المسحور أن يغيب عن وعيه أو أن يتكلم جني على لسانه
بخصوص المسحور ومن أصيب بالسحر. فكما تعرفون أن السحر مذكور في القرآن والسنة الكريمة، وأن سيدنا محمدًا سيد الخلق وإمام المرسلين عليه الصلاة والسلام قد تعرض للسحر، وذلك حتى يعرف كل الناس أن للسحر حقيقة في تأثيره على بدن المسحور.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السحر حق، ويحصل به الضرر للمسحور بإذن الله تعالى، ويدل لهذا قوله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {البقرة:102}.
قال الشيخ حافظ أحمد حكمي رحمه الله في سلم الوصول:
والسحر حق وله تأثير لكن بما قدره القدير
أعني بذا التقدير ما قد قدره في الكون لا في الشرعة المطهرة
وقال في شرح "وله تأثير": فمنه ما يمرض ومنه ما يقتل، ومنه ما يأخذ بالعقول، ومنه ما يأخذ بالأبصار، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه.. اهـ.
ولا يلزم من السحر أن يصرع المسحور ولا أن يتكلم الجني على لسانه.
وللسحر جملة من الأعراض سبق بيان بعضها في الفتوى: 121920، والفتوى رقم: 7967.
والله أعلم.