عنوان الفتوى : ليس كل ما ورد في فضائل السور ضعيفا
بارك الله فيكم وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم ونفع بكم الأمة، وسؤالي يتعلق بما يفضل بعض سور القرآن الكريم وأنا أعلم جيدا أن كل القرآن الكريم بركة وأنه فضل من الله سبحانه وتعالى علينا لكنني أود
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قدمنا في الفتوى رقم: 124798، أنه ثبتت عدة أحاديث في فضائل بعض السور ومنها سورة الملك، كما بينا في الفتويين رقم: 27354، ورقم: 13140، بعض ما ورد في فضل الواقعة وبينا صحيحه من ضعيفه.
وبهذا يعلم بطلان إطلاق القول بضعف جميع ما ورد في فضائل السور، ولكنه قد ذكر بعض المحدثين أن بعض الزهاد وضعوا جمعا من الأحاديث لترغيب الناس في القرآن يدعون خدمة الدين بذلك وفي مثلهم يقول صاحب طلعة الأنوار في كلامه عن الحديث الموضوع:
وهو مكذوب به على النبي * لا ترو أوتعمل به بل جنب
دون بيان شر من له انتسب *من أظهر الزهد وبالوضع احتسب.
وقد ذكر السيوطي ـ رحمه الله ـ في تدريب الراوي ما نصه: روى الحاكم بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم من أين لك: عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟ فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة. اهـ.
فلعل أمثال هؤلاء وموضوعاتهم هو ما قصد من ذكرت.
والله أعلم.