عنوان الفتوى : معنى السحر وحكمه وحكم فاعله
السلام عليكم فضيلة الشيخ ورحمة الله وبركاته, فضيلة الشيخ ما رأيكم في السحر؟ وهل يستطيع ساحر أو إنسان يتعامل بالسحر أن يقتل إنسانا آخر بالسحر بمجرد أنه يكرهه؟ وجزاك الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسحر كما عرفه العلماء لغة ما خفي ولطف سببه، وكل شيء خفي سببه يسمى سحراً. وأما شرعاً: فإنه ينقسم إلى قسمين: الأول: عقد ورقي، أي قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور، لكن الله يقول: (وما هم بضارين به من أحد إلاّ بإذن الله).[البقرة:102]. الثاني: أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور، وعقله، وإرادته، وميله، فتجده ينصرف ويميل، وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف. فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى، حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء، والصرف بالعكس من ذلك. فينفر منها. ويؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئاً فشيئاً حتى يهلك. وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه. وفي عقله، فربما يصل إلى الجنون والعياذ بالله. فالسحر قسمان: شرك: وهو الأول الذي يكون بواسطة الشياطين يعبدهم ويتقرب إليهم ليسلطهم على المسحور. عدوان وفسق: وهو الثاني الذي بواسطة الأدوية والعقاقير ونحوها. ويفهم من كلام العلماء في هذا الموضوع: أن السحر إما كفر ويكون صاحبه مرتداً ويجب قتله. أو إثم عظيم وكبيرة من الكبائر يوقع صاحبه (الساحر) في غضب الله القهار. وأنه لا يقلب الأعيان إلى أعيان أخرى. كالحجر ينقلب شجراً. بل ذلك تخيل من المسحور وأنه يؤثر على المسحور من الضرر حتى القتل نسأل الله السلامة من شر الأشرار. والله تعالى أعلم.