عنوان الفتوى : الفرق بين (حديث ضعيف) و (حديث فيه ضعف)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تعبير أهل المصطلح بقولهم: حديث ضعيف، تعني أن هذا الحديث لم تتوفر فيه شروط القبول التي ذكر المحدثون في شروط الحسن، كما قال الشيخ سيدي عبد الله العلوي في طلعة الأنوار:
فاقد شرط للقبول نجتني * شرطا من التي مضت للحسن.
وانظر شروط الحسن وتعريف الضعيف في الفتويين رقم: 58345 40932 وما أحيل عليه فيهما.
وأما عبارة: فيه ضعف ـ فهي لا تقطع بضعف الحديث، أو لا تؤكده على الأقل، وإنما تترك له احتمال الحسن، جاء في كتاب الاقتراح في فن الاصطلاح للحافظ ابن دقيق العيد: وقال بعضهم: الحديث الذي فيه ضَعْفٌ قريبٌ محتمل وهو الحَسَنُ، ويصلح للعمل به.
وإذا عُبر بها عن الراوي فمعناه أنه ليس شديد الضعف، أو لا تفيد مطلق الضعف، وربما عبروا بها عن الصدوق الذي يخطئ، كما قال د. جمال بن محمد السيد في كتاب: ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة: قال الحافظ ابن حجر عن أيوب بن سويد صدوق يخطئ فمثله يُكْتَبُ حديثه للاعتبار، ويُسْتَشْهَدُ به إن وافقتْ روايته رواية غيره، كما قال ابن القَيِّم ـ رحمه الله: وأيوب بن سويد وإن كان فيه ضعف، فحديثه يَصْلُحُ للاستشهادِ به.
فعلم أن قول علماء الحديث: حديث ضعيف أبلغ في التضعيف من قولهم حديث فيه ضعف.
والله أعلم.