عنوان الفتوى : من شروط التوبة رد الحقوق لأصحابها
أعمل في مكتب حكومي وكنت أتصرف بصورة غير شرعية (أرتشي) وقمت ببناء بيوت من تلك الأموال والآن أدركت أنني أخطأت وأن هذا الفعل غير إسلامي وتبت إلى الله تعالى، والآن كلفني نفس المكتب من أجل برنامج الماجستير وعلي أن أباشر العمل في نفس المكتب بعد ذلك ولا أريد أن أفعل الآن ما كنت أفعله من قبل، فهل تدلني على طريق ليغفر الله لي ويعصمني من هذا الخطأ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب عليك أن ترد جميع ما أخذت من الأموال العامة التي تشرف الدولة على حفظها وتنميتها، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "على اليد ما أخذت حتى تؤديه" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ولابد أن تندم على ما فعلت، وتستغفر الله منه، وتعزم على عدم العودة إليه أبداً، ولا تتم توبتك إلا بذلك، فإن كنت تخاف من الفضيحة عند رد المال مباشرة إلى المكتب، فعليك أن تحتال بطريقة ما لرد هذا المال، كأن ترسله لهم بحوالة دون أن تذكر اسمك، فإن تعذر ذلك، فأنفقه في الصالح العام، لأن جميع أموال الحكومة مرصودة للصالح العام، فيكون إنفاق المال فيه كرده إليهم، بل إن صرفه في الصالح العام متعين إذا كان هنالك تسيب في المؤسسات الحكومية في تسيير المال العام، لأنه إذا أعيد إلى المؤسسة فقد يعتدي عليه بعض القائمين عليها.
والله أعلم.