عنوان الفتوى : هل المحسن من أسماء الله ؟ وهل يجوز التسمِّي بـ \"عبد المحسن\" ؟
هل يجوز التسمي بـ عبد المحسن ؟ .
لجواب :
الحمد لله
أولاً:
القاعدة عند أهل السنَّة أنهم يسمُّون الله تعالى بما سمَّى به نفسه في كتابه وما
سمَّاه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا
تمثيل .
وانظر في الفرق بين الاسم والصفة جواب السؤال رقم (
72870 ) .
وفي جواب السؤال رقم ( 98553 ) ذكر
لبعض الكتب المؤلفة في بيان أسماء الله تعالى الحسنى .
وينظر مسائل مهمة في أسماء الله تعالى في جواب السؤال رقم (
20476 ) .
وفي جواب السؤال رقم ( 48964 )
بيان للضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى .
وفي جواب السؤال رقم ( 72318 ) تجد
إحالتين على رابطين فيهما ذِكر أسماء الله الحسنى .
ثانياً:
و " المحسن " من أسماء الله تعالى الثابتة في السنَّة الصحيحة ، وعليه : فيجوز
التسمية بـ " عبد المحسن " ، ومما يدل على ثبوت الاسم في السنَّة :
1. حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللهَ مُحْسِنٌ فَأَحْسِنُوا وَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا
قِتْلَتَكُمْ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ
ذَبِيحَتَهُ ) .
رواه عبد الرزاق في " المصنف " ( 4 / 292 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 7 /
257 ) وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1824 ) .
2. حديث سمرة بن جندب قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ( إنّ الله تعالى مُحْسِنٌ فأحْسِنُوا ) .
رواه ابن عدي في " الكامل " ( 6 / 426 ) وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1823
) .
3. حديث أنس بن مالك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ( إذا حَكَمْتُمْ فاعْدِلُوا وإذا قَتَلْتُمْ فأَحْسِنُوا فإِنَّ الله
مُحْسِنٌ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ) .
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 6 / 40 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع
" ( 494 ) .
ثالثاً:
قد أثبت هذا الاسم لله تعالى طائفة من أهل العلم المحققين منهم شيخ الإسلام ابن
تيمية وتلميذه ابن القيم ، ومن المعاصرين : الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما
الله .
1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمَّى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى ، وكذلك أهل
بيتنا غلب على أسمائهم التعبيد لله : كعبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد الغني ،
والسلام ، والقاهر ، واللطيف ، والحكيم ، والعزيز ، والرحيم ، والمحسن ، والأحد ،
والواحد ، والقادر ، والكريم ، والملك ، والحق .
" مجموع الفتاوى " ( 1 / 379 ) .
2. وقال ابن القيم – رحمه الله - :
واسم البر المحسن المعطي المنان ونحوها : تقتضي آثارها وموجباتها .
" مدارج السالكين " ( 1 / 418 ) .
3. قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
التعبيد لا يجوز إلا لله سبحانه ، قال أبو محمد بن حزم الإمام المشهور : اتفقوا (
العلماء ) على تحريم كل اسم معبد لغير الله ، كعبد عمرو ، وعبد الكعبة ، وما أشبه
ذلك ، حاشا عبد المطلب . انتهى .
ولا يجوز التسمية بالتعبيد لغير الله ، كعبد النبي ، وعبد الكعبة ، وعبد علي ، وعبد
الحسن ، وعبد الحسين ، ونحو ذلك .
أما عبد المحسن : فلا بأس به ؛ لأن المحسن من أسماء الله سبحانه وتعالى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (5 / 358 ، 359 ) .
4. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
هل الحنَّان , المنَّان , المحسن , من أسماء الله ؟ .
فأجاب :
" الحنَّان " : لم يثبت أنها من أسماء الله ، وأما " المنَّان " : فثابت أنها من
أسماء الله ، و " المحسن " : أيضاً من أسماء الله تبارك وتعالى ، ولهذا ما زال
الناس يسمون " عبد المحسن " ، " عبد المنان " ، والعلماء يعلمون بذلك ولا ينكرونها
.
" فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 325 ) .
وللتنبيه : فقد كان الشيخ العثيمين متردداً في إثبات هذا الاسم لله تعالى في كتابه " القواعد المثلى " ثم جزم بأن من الأسماء الحسنى في طبعات لاحقة ، وكذا أثبته في مواضع أخرى كشرحه لصحيح البخاري – كتاب التوحيد ، ( شريط رقم 2 ) - ، و " فتاوى الحرم المدني " ( شريط رقم 57 ) ، وغير ذلك .
5. وقد كتب الشيخ عبد الرزاق بن
عبدالمحسن العبَّاد رسالة بعنوان " إثبات أن المُحسن اسم من أسماء الله الحسنى " ،
ونشرها في مجلة " البحوث الإسلامية " عدد 36 ( من ص 363 - 376 ) ، وقد ذكر فيها
الأحاديث الثلاثة السابقة ، والنقولات عن ابن تيمية وابن القيم – ومنه استفدنا ما
نقلناه عنهما - ، ثم ختم الرسالة بقوله :
" وقد سمِّي بـ " عبد المحسن " عدد من ذوي الفضل والعلم وغيرهم ، وقد جمعتُ ما
وقفتُ عليه ممن سمِّي بذلك إلى نهاية القرن التاسع – دون نقصٍ دقيق – واقتصرت على
الذين وجد لهم تراجم ... . " .
" مجلة البحوث الإسلامية " ( 36 / 368 ) .
وذكرَ – حفظه الله – تسعة وأربعين اسماً .
6. وأثبت هذا الاسم لله تعالى – أيضاً - : الشيخ علوي بن عبد القادر السَّقَّاف ،
وذلك في كتابه " صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنَّة " ( ص 44 ) .
وبه يتبين أن اسم " المحسن " من أسماء الله تعالى ، وأنه يجوز التسمية بـ " عبد المحسن " .
والله أعلم