عنوان الفتوى : هل من ذهب من مكة إلى جدة أو الطائف يحق له الجمع والقصر
أنا وزوجي نعيش بمكة ـ ولله الحمد ـ ولزوجي عمل في جدة والطائف بجوار مكة، وعندما نذهب إليهما نصلي قصرا، وأحياناً المغرب يؤذن ونحن في جدة في السوق فيصلي زوجي المغرب والعشاء جمعا وقصرا، مع العلم أننا سنعود في نفس اليوم قبل الفجر، فهل هذا صحيح؟ أم يصلي المغرب وحده والعشاء وحده مع أننا في الشارع مع إمكانية هذا، أم الجمع والتقصير صحيح؟ أم ينتظر ليصلي العشاء في مكة عند عودته؟ والله المستعان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أنه يسن للمسافر أن يقصر ويشرع له أن يجمع ما دام مسافراً، والفقهاء تعددت أقوالهم في ضبط المسافة المبيحة للترخص برخص السفر من القصر والجمع، كما فصلناه في الفتوى رقم: 140982.
والمفتى به عندنا أنها أربعة برد، وهذه تساوي ثلاثة وثمانين كيلو، والمسافة بين مكة والطائف مسافة قصر كما هو معلوم فيجوز لكم القصر والجمع في الطائف ولا حرج في ذلك ما دمتم لا تنوون الإقامة أربعة أيام فأكثر، وأما المسافة بين مكة وجدة فقد ذكر الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ أنها الآن لا تعتبر مسافة قصر نظراً لامتداد البنيان في كل منهما، قال رحمه الله تعالى: أما مكة وجدة فكانت المسافة بينهما فيما سبق مسافة قصر لا شك، أما الآن فلا، لأن كلتيهما توسع ودنا من الأخرى، فلا يبلغ مسافة ما بين مكة وجدة مسافة القصر. انتهى.
وقال أيضاً: ليس بين مكة وجدة حالياً مسافة قصر، حتى على تقدير القائلين بالتحديد بالمسافة بسبب زحف البنيان، فبينهما الآن خمسون كيلو متراً تقريباً. انتهى.
وعلى القول بأن المسافة بينهما دون مسافة السفر، التي هي ثلاثة وثمانون كيلو فإنه لا يجوز لكم القصر ولا الجمع عند ذهابكم إلى جدة، وذهب بعض أهل العلم إلى أن العبرة في تحديد السفر إنما هي بالعرف لا بالمسافة وعلى هذا القول فإذا كان الذهاب من مكة إلى جدة عرفاً يعتبر سفراً فإنه يجوز لكم القصر، والقول الأول هو المفتى به عندنا وهو الأحوط.
والله أعلم.