عنوان الفتوى : حكم سب ملة المسلم
هل سب ملة الشخص المسلم يترتب عليها شيء خصوصا إذا كان لا يقصد من السب ملة المسلمين، بل يقصد جماعته، أو عائلته؟ وهل يوجد فرق بين الشخص العادي في هذا الشأن وبين الشخص المصاب بالوسواس القهري، حيث إن الأخير تلفظ بالسب المذكور بعد أن دار حديث داخل نفسه أنه تشاجر مع شخص معين فسب ملته دون أن يقصد ملة المسلمين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسب الملة لشخص مسلم كفر أكبر مخرج من دين المسلمين مهما كان قصده، لأنه لو كان قصده سب الملة فهذا كفر بلا خلاف وإن كان قصده غير ذلك ففعله هذا استهزاء بالملة واستخفاف بها، والاستخفاف بالدين كفر حتى وإن كان المستهزىء لا يعتقده، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد أخبرهم أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له، بل كنا نخوض ونلعب، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر، ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولوكان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام. انتهى.
وقد سئل الشيخ عليش ـ رحمه الله تعالى: ما قولكم في رجل لعن دين آخر، وفي آخر لعن مذهبه، وفي آخر قال له يلعن مذهبك مذهب القطط؟ هل يرتدون؟ أفيدوا الجواب ـ فأجبت بما نصه: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله نعم قد ارتدوا بذلك واستحقوا القتل إن لم يتوبوا اتفاقا، لأن سب الدين، أو المذهب لا يقع إلا من كافر، ولأنه أشد من الاستخفاف به الموجب للكفر.
والله أعلم.