عنوان الفتوى : حكم صلاة الفريضة في السيارة خشية الأذى
أعيش بأمريكا, وأحيانا أكون خارج المنزل وأريد أن لا تفوتني الصلاة, فأستقبل القبلة وأصلي جالسة بالسيارة لأنني إن صليت في الشارع بأمريكا فهذا ربما يعرضني لمشاكل, فهل صلاتي صحيحة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقيام ركن من أركان الصلاة في الفريضة وكذا الركوع والسجود من أركان الصلاة, فمن صلى الفريضة جالسا وهو قادر على القيام لم تصح صلاته وتجب عليه إعادتها, ولا شك أن الصلاة في السيارة يتعذر معها القيام والركوع والسجود, وليس ما ذكرتيه من كونك تعيشين في بلاد الكفر في أمريكا عذرا يبيح لك أداء الصلاة في السيارة، والمسلمون هناك يصلون في الأماكن العامة وغيرها, وما يلقاه بعضهم من السخرية، أو الإيذاء القولي ونظرات المستهزئين لا يرقى إلى الأذى الذي يبيح الصلاة في السيارة وترك القيام والركوع والسجود وبإمكانك أن تؤخري الصلاة إلى أن ترجعي إلى البيت فتصلين، أو تذهبين إلى أقرب مسجد, فإن خشيت خروج الوقت فصلي في الحدائق العامة ونحوها مع الالتزام بالحجاب الكامل, وانظري الفتويين رقم: 133605، ورقم: 14234.
ولو افترض أنه لا يمكنك شيء مما ذكر فلا مانع حينئذ من أن تصلي على الحالة التي ذكرت والأحسن أن تعيديها خروجا من الخلاف، كما قدمنا في الفتوى رقم: 61411.
ونحن وإن كنا لا نعلم حال السائلة وما الحامل لها على الإقامة في بلاد الكفر إلا أننا نقول: لا يجوز للمرأة المسلمة أن تقيم في بلاد الكفر إذا خشيت على نفسها الفتنة في دينها، أو عرضها، وانظري الفتوى رقم: 128774، عن حكم الإقامة في بلاد الكفر، والفتوى رقم: 11316، عن الواجب على من يقيم في بلاد الكفر
والله أعلم.