عنوان الفتوى : هل يؤجر العبد إذا ذكر الله عند المصيبة واسترجع ولم يبك
عند تلقي خبر وفاة والدتي فأول ما فعلته أنني ذكرت الله ولا أدري ـ من هول الصدمة ـ إن كنت قد حمدته، أو قلت إنا لله وإنا إليه راجعون، أو ما إلى ذلك، لكنني قلت قولا يرضاه ولم أبك بصوت عال ولم ألطم خدا، فهل نؤجر ـ أنا وأمي ـ على ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرحم والدتك ويعظم أجرك، وعليك أن تصبري وتحتسبي وتبشري بما أعد الله تعالى لعباده الصابرين، فقد أمرنا الله تعالى أن نبشر الصابرين فقال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ { البقرة: 155-157} ، وروى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة.
وذكر الله تعالى عند المصيبة مشروع، وقول ما يرضيه من حمد وثناء واسترجاع وعدم البكاء بالصوت وغير ذلك مما يدل أن المؤمن مسلم الأمر لله تعالى مشروع وله فضل عظيم وفيه خير كثير، قال الحافظ في الفتح: فأخبر أن المؤمن إذا سلم لأمر الله واسترجع كتب له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبل الهدى ، وقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا رواه البخاري ومسلم ، وما حصل لك من ذكر الله تعالى وقول ما يرضيه وعدم البكاء بالصوت، عند سماع المصيبة نرجو أن تنالي به ما وعد الله به عباده الصابرين.
وأما أمك: فلا علاقة لها بذلك ما لم تكوني قد أهديتها ثواب ذلك، فقد بينا من قبل أن الميت ينتفع بما يهدى له من الثواب عند كثير من أهل العلم، وراجعي الفتويين رقم: 3500، ورقم: 126509.
وننصحك بكثرة الدعاء لها والتصدق عنها بصدقة جارية إن استطعت، ففي الحديث الذي أخرجه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ، فكل ذلك يصلها ثوابه ـ إن شاء الله تعالى .
والله أعلم.