عنوان الفتوى : الوسائل إلى الحرام لها حكم المقاصد
بعد أن قرأت الفتوى بخصوص الشذوذ الجنسي قررت أن أتوب توبة نصوحاً ولكن لي استفسار عن إقامة العلاقة بين الشباب والشابات إن اقتصرت هذه العلاقة على الكلام بالتلفون والمشي مع بعضهم دون أن يرتكبوا أية فاحشة أفيدوني أفادكم الله
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى يقول: ناهياً عباده عن الزنا وعن مقاربته ومخالطة أسبابه ودواعيه: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً)[الإسراء:32] أي بئس طريقاً ومسلكاً، وإن من أعظم الأسباب الداعية إلى الزنا والمقربة منه، كثرة الاختلاط بالنساء، أو التمادي في الحديث معهن دون حاجة أو ضرورة، ولذلك فإن الإسلام حذر من الاقتراب منهن، أو الخلوة بهن، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء" وروى الترمذي وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد الفضل بن العباس ينظر إلى امرأة وتنظر إليه، فصرف بصره عنها، وقال: "رأيت شاباً وشابة فلم آمن الفتنة عليهما" وهذا الحديث صححه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- "يا علي: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة" رواه أبو داود والترمذي وأحمد، وصححه الألباني.
وكذلك نهى الله تعالى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عن الخضوع في القول -وهو أمر لسائر نساء المؤمنات تبعاً- فقال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً)[الأحزاب:32] أي لا تخاطب المرأة الرجال الأجانب بصوت فيه ترخيم كما تخاطب زوجها، لأن ذلك من دواعي طمع ضعاف القلوب فيهن، وإنما جاء النهي عن هذه الأمور لأنها وسائل إلى الزنا، فالوسائل لها حكم المقاصد، لأن الذي يحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير أنه قال: "ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه" رواه البخاري ومسلم.
ثم إنك -أيها الأخ الكريم- لا تحب لأختك ولا لأهلك ولا لبنتك أن يصنعن ذلك مع الرجال الأجانب، والناس كذلك لا يحبونه لبناتهم وأخواتهم، وفي حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري ومسلم.
وبناء على ما سبق، فإنه لا يجوز إقامة أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبية بالهاتف أو بغيره، والله نسأل أن يشرح صدرك وييسر أمرك ويطهر قلبك.
والله أعلم.