عنوان الفتوى : أين الله؟
أين الله ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن الله تعالى مستو على عرشه ، وعرشه فوق سمائه ، فالله تعالى فوق كل شيء . ومعنى قول الله تعالى: ( أأمنتم من في السماء ) .[ الملك: 16]. أي على السماء كقوله تعالى: ( أفلم يسيروا في الأرض ).[ الحج: 46] ، أي على الأرض وكقوله تعالى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ). [ طه : 71] ، أي على جذوع النخل ، هذا إذا كان المراد بالسماء السماوات المعروفة . وأما إذا كان المراد بالسماء : العلو، فلا إشكال . واعتقاد أن الله تعالى فوق جميع خلقه بذاته المقدسة هو ما أجمع عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين أهل القرون المفضلة. وأما السؤال فأين الله ؟ فقد منع منه بعض العلماء . والصواب جوازه لما ثبت في صحيح الإمام مسلم في حديث معاوية بن الحكم السلمي في قصة ضربه لجاريته وفيه " قلت يا رسول الله أفلا اعتقها ؟ قال ائتني بها ، فأتيته بها فقال لها : أين الله ؟ قالت في السماء ، قال من أنا " قالت : أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة" وللاطلاع على عقيدة أهل السنة في هذه المسألة مع أدلتها المفصلة ننصحك بالرجوع إلى كتاب (العلو) للحافظ الذهبي ، وكتاب أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للحافظ الطبري وكتاب التوحيد للإمام ابن خزيمة ، وكتاب الإبانة للإمام ابن بطة العكبري وكتاب التمهيد للإمام ابن عبد البر وغيرها ، والله أعلم .