عنوان الفتوى : هل التجارة أفضل من الزراعة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

نحن نعلم أن الكسب الحلال هو أمر مطلوب من كل مسلم، أيا كانت طبيعة العمل الذي يعمله الإنسان، لكن هل هناك أعمال فضلها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على غيرها من الأعمال، أقصد هل فضل التجارة مثلا وبارك في رزقها، وقوله إن تسعة أعشار الرزق في التجارة هل هو تزكية لها. هل فضلها على الزراعة التي نسمع بعض الأحاديث التي تقلل من شأنها بعض الشيء فقد قرأت في أحد الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم" تمعددوا ولا تنبطوا " أي تشبهوا بمعد ولا تشبهوا بالنبط الذين كانوا يركنون إلى الأرض فيزرعونها ويستقرون فيها على حين أن الاخرين أهل تنقل وتحول. وقرأت في إحدى الكتب التي تكتب الحكم أن التجارة خير من الوظيفة فهل لكم أن تفيدوني وترشدوني فيما ورد حقا في صحيح السنة لأن هذا الأمر هام جدا لمتابعة حياتي؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمكاسب الحلال كلها خير، وبعضها أفضل من بعض لاعتبارات أو لمعان فيها، أو في العامل، أو لحاجة الناس إليها، فقد تكون التجارة أفضل من الزراعة أو العكس، وقد تكون الصناعة أفضل منهما باعتبار حاجة الناس إليها، وقد تكون الوظيفة خير لبعض الناس دون بعض، كمن جعل من وظيفته سبيلا إلى خدمة الناس ونفعهم واحتساب ذلك عند الله تعالى. وراجع الفتوى رقم: 63848.

وأما حديث: تسعة أعشار الرزق من التجارة. فضعيف. وعلى فرض ثبوته فلا يقتضي أفضلية التجارة على غيرها، وإنما يدل على أن الرزق منها أكثر كما ذكر ذلك المناوي وأما خبر: تمعددوا ولا تنبطوا. فهو موقوف على عمر رضي الله عنه. ولا يفهم منه كراهية الزراعة، وإنما يقصد منه عدم الركون إلى الزراعة والإخلاد إلى الأرض وترك الجهاد كما في حديث: ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد. وراجع شرح الحديث في الفتوى رقم: 45926.

والله أعلم.