عنوان الفتوى : علام تدل المصاهرة بين علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زَوَّج علي ابن أبي طالب رضي الله عنه اثنتين من بناته إلى خليفتين من الخلفاء الراشدين من هما؟ وعلام تدل هذه المصاهرة؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله

أولاً :

أهل السنَّة والجماعة يتولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وآل بيته , ويتقربون إلى الله تعالى بمحبتهم ، والذود عنهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وكذلك "أهل بيت رسول الله" تجب محبتهم ، وموالاتهم ، ورعاية حقهم .

"مجموع الفتاوى" (28/491) .

وانظر جوابي السؤالين (10055) و (121948) .

ثانياً :

العلاقة بين الصحابة ، وآل بيت النبوة : كانت تقوم على المحبة ، والمودة ، وتبادل الاحترام ، والتقدير ، بل تعدت إلى المصاهرة ، والتزويج .

ومن ذلك : أن عليّاً رضي الله عنه زوَّج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم .

قال الذهبي رحمه الله :

وروى عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن عمر تزوَّجها فأصدقها أربعين ألفاً .

قال أبو عمر بن عبد البر : قال عمر لعلي : زوجنيها أبا حسن ، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد ... .

"سير أعلام النبلاء" (3/501) ، وانظر " الإصابة في تمييز الصحابة " ( 4 / 119 ) .

وهذه هي المصاهرة التي تمَّت بين علي وبين الخليفة الراشد عمر رضي الله عنهما , وهذا متفق عليه حتى لا ينكره الشيعة أنفسهم ، ولم تحدث بين علي وبين الخلفاء الراشدين إلا هذه المصاهرة.

وأما بين أولاده وأولاد الخلفاء الراشدين : فقد تمَّت كثير من المصاهرات :

فقد تزوج الحسين بن علي رضي الله عنهما حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق .

وأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدِّيق هي أم جعفر الصادق , وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بنت أبي بكر الصديق ، وزوجها هو محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين ، فكان جعفر الصادق يفتخر ويقول : ولدني أبو بكر مرتين ، فهو ينتسب من جهة الأب والأم إلى أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه.

وأما بين علي رضي الله وذريته وبين الصحابة : فهي كثيرة ، فقد تزوج علي من أمامة بنت أبي العاص بن الربيع الأموي , وأمها : زينب بنت رسول الله ، وتزوج الحسين بن علي رضي الله عنه من عاتكة بنت زيد ، وهي بنت عم عمر بن الخطاب ، وتزوجت رملة بنت علي بن أبي طالب من معاوية بن مروان بن الحكم الأموي ، وتزوجت فاطمة بنت علي بن أبي طالب من عبد الرحمن بن عبد الله المخزومي ، وتزوجت سكينة بنت الحسين من مصعب بن الزبير , وفاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها الحسن المثنى ، ثم عبد الله بن عمرو بن عثمان الأموي ، وتزوجت أم القاسم بنت الحسن المثنى من مروان بن أبان بن عثمان الأموي .

ولمزيد من الفائدة انظر كتاب " الأسماء والمصاهرات بين أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم" لأبي معاذ السيد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي .

وهذه المصاهرات تدل  قطعا على روابط الصلة ، والمحبة ، والتواد ، والتراحم بين آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين الصحابة الأجلاء , ولا التفات إلى ما تزعمه الرافضة من محاولة إبراز شقاق ، وخلاف , وتقطع لأواصر الأخوَّة بينهم ، وهم على ما وصفهم ربهم تعالى : (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح/29 .

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول : (وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَىَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِى) رواه البخاري (3508) .

فالعداء المزعوم بين الصحابة وأهل بيت النبوة لا وجود له ، والصحابة رضي الله عنهم أعظم وأجل من ذلك ، ولكن الكذب والنفاق هو دين الشيعة الذي به يتمسكون .

وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (125890) .

نسأل الله تعالى أن يحشرنا مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار ويجمعنا بهم في جنات النعيم .

والله أعلم .