عنوان الفتوى : حكم قول بعضهم عن الله: جسم لا كالأجسام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

نعيش في تايلاند كأقلية حيث يوجد هنا رجل يدعي أن الله جسم لا كالأجسام ، حيث قال في بعض المنتديات : "إن الأساس هو أن الله جسم ، ولكن لا نعلم كيف جسمه؟ وأن جسمه ليس كسائر الأجسام ، لأنه ليس كمثله شيء فهل هذا القول صحيح؟ وما حكم الشرع في القائل؟ وما هو واجبنا تجاه القول والقائل؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله

القول بأن الله جسم لا كالأجسام ، قول غير صحيح ، وذلك لعدم ثبوت وصف الله تعالى بالجسمية في الكتاب أو السنة .

والأصل الذي عليه أهل السنة والجماعة : أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا يتجاوز القرآن والحديث ، لكن إن أراد المثبت للجسمية إثبات أن الله تعالى سميع بصير متكلم مستو على عرشه ، وأنه يُرى ويشار إليه ، إلى غير ذلك من صفاته ، قيل له : هذه الصفات حق ، وقد أخطأت في التعبير عنها أو عن بعضها بالجسمية ، ولهذا لم يعرف عن سلف الأمة التعبير بذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "ولفظ الجسم فيه إجمال ، قد يراد به المركب الذي كانت أجزاؤه مفرقة فجمعت أو ما يقبل التفريق والانفصال ، أو المركب من مادة وصورة ، أو المركب من الأجزاء المفردة التي تسمى الجواهر الفردة ، والله تعالى منزه عن ذلك كله ، أو كان متفرقا فاجتمع ، أو أن يقبل التفريق والتجزئة التي هي مفارقة بعض الشيء بعضا وانفصاله عنه أو غير ذلك من التركيب الممتنع عليه .

وقد يراد بالجسم ما يشار إليه ، أو ما يُرى ، أو ما تقوم به الصفات ، والله تعالى يُرى في الآخرة ، وتقوم به الصفات ، ويشير إليه الناس عند الدعاء بأيديهم وقلوبهم ووجوههم وأعينهم ، فإن أراد بقوله : ليس بجسم هذا المعنى ، قيل له : هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول ، وأنت لم تُقم دليلا على نفيه ، وأما اللفظ فبدعة نفيا وإثباتا ، فليس في الكتاب ولا السنة ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إطلاق لفظ الجسم في صفات الله تعالى لا نفياًَ ولا إثباتاً ، وكذلك لفظ الجوهر والمتحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي تنازع أهل الكلام المحدَث فيها نفيا وإثباتا " انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (1/550) .

وقد تبين بهذا أن لفظ الجسم لفظ مجمل ، يحتمل حقا وباطلا ، وهو لفظ مبتدع لم يرد في النصوص نفيا ولا إثباتا ، فلزم اجتنابه .

والقائل بأن الله جسم لا كالأجسام ينبغي نصحه ، ودعوته للوقوف عند ما وصف الله به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولزومِ منهج السلف .

قال السفاريني رحمه الله : "قال الإمام أحمد رضي الله عنه : لا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: مذهب السلف أنهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، فالمعطّل يعبد عدما ، والممثل يعبد صنما ، والمسلم يعبد إله الأرض والسماء" انتهى من "لوامع الأنوار البهية" (1/24) .

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...