عنوان الفتوى : لعب كرة القدم هل يعتبر عذرا يبيح الفطر
سؤالي هو: في الفترة الأخيرة ظهرت فتاوى كثيرة وليست مقنعة، فعلى سبيل المثال: فتوى تبيح الإفطار في رمضان للاعبي كرة القدم ادعاء أنهم في مهمة قومية، أوأن هذا اللعب يعتبر مصدر رزق لهم، أرجو منكم التوضيح، فهل هذا جائز؟ وإذا كان غير جائز، فما موقف من لعب وأفطر في ذلك اليوم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المسلمين أن يرجعوا فيما أشكل عليهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليهم وسلم وأن يردوا أمرالفتوى إلى أهلها المعروفين بالتضلع في العلم بها.
وأما بخصوص هذه المسألة، فإن الله تعالى إنما أباح الفطر للمعذور بمرض أو سفر، فقال تعالى: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ { البقرة:185}.
وليس لعب كرة القدم بمجرده عذرا يبيح الفطر البتة، بل إن أصحاب الأعمال الشاقة الذين ليس لهم مصدر للدخل لا يجوز لهم الفطر لأجل هذا العمل الشاق المباح إلا بضوابط، قال الشيخان: ابن حميد وابن باز ـ رحمهما الله: وأصحاب الأعمال الشاقة داخلون في عموم المكلفين وليسوا في معنى المرضى والمسافرين، فيجب عليهم تبييت نية صوم رمضان وأن يصبحوا صائمين، ومن اضطر منهم للفطرأثناء النهار فيجوز له أن يفطر بما يدفع اضطراره، ثم يمسك بقية يومه ويقضيه في الوقت المناسب، ومن لم تحصل له ضرورة وجب عليه الاستمرار في الصيام، هذا ما تقتضيه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وما دل عليه كلام المحققين من أهل العلم من جميع المذاهب. انتهى.
فإذا كان هذا هو كلام أهل العلم في أصحاب الأعمال الشاقة، فكيف ـ إذن ـ يرخص للاعبين في الفطر لمجرد اللعب؟ وهل هذا إلا محض تجاسرعلى القول في الشريعة بما لا تدل عليه نصوصها الشريفة؟ إن هذا القول جدير بالإنكار وأن ترد هذه الفتوى على من أفتى بها.
والله أعلم.