عنوان الفتوى : يكفي في الغسل غلبة الظن بأن الماء قد عم جميع البدن
أنا شخص عندي وسواس وأريد الاستفسارعن الغسل المجزئ: حيث أقرأ عنه أنه تعميم الجسم بالماء مع المضمضة والاستنشاق، وقد سألتكم عنه وقد أجبتموني ـ جزاكم الله خيراً ـ بأنه لا بد من وصول الماء إلى جميع البدن، ولكن لا أخفي عليكم أنني أستغرق في الغسل المجزئ من ثلث إلى نصف ساعة، لأنني أركز أكثر على مناطق مثل السرة والإبط وما بين الأصابع والدبر إلخ، وتدليكهم مما جعلني أستغرق وقتاً أطول في الغسل فهل يجب تدليك هذه المناطق؟ أم أن الماء يصل بدون أن أفعل شيئاً؟ لأنني أغتسل تحت الدش ولا أعرف إن كان الماء يصل إلى جميع هذه المناطق بدون تدليكها، وكيف يغتسل الناس في خمس دقائق؟ وهل غسلهم صحيح؟ جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم وسدد خطاكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحن نحذرك أولاً من الوسوسة، فإن الوسوسة من شر الأدواء التي تفسد على العبد دينه ودنياه، وعلاج الوساوس الذي نبهنا عليه مراراً هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 51601.
واعلم أيها الأخ الكريم: أن الغسل هو صب الماء على البدن، ولا يجب الدلك في الغسل على ما رجحه أكثر أهل العلم، بل يكفي حصول اليقين أو غلبة الظن بأن الماء قد وصل إلى جميع البدن، وانظر لذلك الفتوى رقم: 35297.
واعلم أن هذه المعاناة التي تصفها في سؤالك ليس هناك ما يسوغها فالأمر أيسر بكثير من ذلك، وخمس دقائق وأقل منها كافية ـ بحمد الله ـ لتحصيل الغسل الشرعي الواجب، فإنه لا يلزم المكلف إلا إفاضة الماء على جميع بدنه، ويكفي أن تحصل له غلبة الظن بأن الماء قد عم جميع البدن، جاء في الروض المربع مع حاشيته لابن قاسم: ويكفي الظن في الإسباغ على الصحيح من المذهب، لحديث عائشة: حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته والإسباغ الإبلاغ. انتهى.
وبهذا تعلم أن الأمر أيسر بكثير مما تتوهمه وأنك أنت الذي تشق على نفسك وتعنتها باسترسالك مع الوساوس واستسلامك لها، نسأل الله لك العافية ولجميع المبتلين بهذا الداء.
والله أعلم.