الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق في الفتوى رقم: 2237. بيان أن ذلك الحديث لم نجده بهذا اللفظ، ولكن ورد الحديث بلفظ: من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد. وفي رواية: فله أجر شهيد. إلا أنه حديث ضعيف.

وعلى أي حال فقد شرح المناوي رحمه الله هذا الحديث فقال: (المتمسك بسنتي) تمثيل للمعلوم بالمحسوس تصوير للسامع كأنه ينظر إليه ليحكم اعتقاده متيقنا فينجو (عند فساد أمتي)، حين يكون كما قال: فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي... قال الطيبي: وقال (عند فساد أمتي) ولم يقل فسادهم؛ لأنه أبلغ، كأن ذواتهم قد فسدت فلا يصدر منهم صلاح، ولا ينجع فيهم وعظ. (له أجر شهيد) ـ وفي رواية البيهقي في الزهد (مائة شهيد)، وذلك لأن السنة عند غلبة الفساد لا يجد المتمسك بها من يعينه، بل يؤذيه ويهينه، فيصيره على ما يناله بسبب التمسك بها من الأذى يجازى برفع درجته إلى منازل الشهداء. ا.هـ من كتاب فيض القدير بتصرف.

والله أعلم.